شَنَّ القيادي في حزب العدالة والتنمية وشبيبته، مصطفى بابا، هجوما عنيفا على القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ورئيس تحرير جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، عبد الحميد اجماهري، على خلفية مقال نشره الأخير في عموده «كسر الخاطر» انتقد فيه وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد واصفا إياه ب «مشروع فم»، وأورد بابا مجموعة من «الفضائح» قال إن أبطالها من حزب الجواهري. واعتبر المستشار بديوان وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، في تدوينة مطولة على صفحته الرسمية على الفيسبوك، أن اجماهري «سخر عموده هذه الأيام لخدمة أجندة رئيسه الجديد"، حسب تعبيره، مضيفا "فهو من النوع الذي يغير خطه وكتاباته حسب مزاج ورغبات الرئيس الجديد، فالمقال عبارة عن فقرات مشتتة عجز شاعرنا أن يربط بينها بلغة أدبية جميلة ومفهومة، لأن لا رابط بينها سوى انتماءها لقاموس لا يليق بصاحبه، هاجم فيها السيد الوزير – يقصد الرميد - وأسنانه ولسانه وشكله وعقيدته عوض أن يهاجم أعماله وبرامجه»، ووصف كلام اجماهري ب "الفارغ". وعن التحدي الذي رفعه عبد الحميد اجماهري، في عموده ضد الرميد، حين قال "حدثنا عن الاتحاد الاشتراكي وسأستقيل"، قال مصطفى بابا "سأحدثك يا عبد الحميد ولن تستقيل، لأنك لا تمتلك الشجاعة لفعل ذلك". وعدد الكاتب الوطني السابق لشبيبة العدالة والتنمية ما وصفه ب "الفضائح"، وبدأ بالكاتب الوطني لحزب الوردة، إدريس لشكر، مخاطبا اجماهري "فهل أحدثك عن رئيسك وكيف تم انتخابه، هل أذكرك بتفاصيل فضيحة تزوير المؤتمر الوطني التاسع للحزب، هل أذكرك بالاتصال الهاتفي الذي تلقاه "محمد عامر" القيادي بحزبكم في صبيحة انعقاد المؤتمر، وقال له مخاطبه المعروف جدا وبالحرف: "صباح الخير السي عامر... شوف اسي عامر... ادريس لشكر هو اللي غادي ايدوز.. حافظوا على وحدة الحزب، قبل أن يقفل الخط في وجهه"، مضيفا "هل أذكرك بالتقرير الذي أعدته إحدى الجرائد الوطنية وقالت فيه أن عناصر من المديرية العامة للشؤون الداخلية وبتواطؤ مع عبد الواحد الراضي كانوا على علم مسبق بفوز لشكر، المرشح الأقوى خارجياً لقيادة حزب الاتحاد الاشتراكي"، حسب قوله. وانتقل القيادي الإسلامي إلى الحديث عن الحقوق والحريات قائلا للجماهري "هل أذكركم بأن حكومتكم هي أول حكومة في تاريخ المغرب تقوم بإغلاق جريدتين، هل أذكرك بعدد الصحفيين الذين اعتقلوا في عهدكم، أم أذكرك بالذين هاجروا، أم بالذين منعوا من الكتابة في سابقة خطيرة، أم بحجم الاعتقالات التعسفية وبمنع التظاهرات والاحتجاجات؟". وأثار مصطفى بابا "ملفات فساد"، قال "إن رائحتها تزكم الأنوف وما أكثرها"، حسب قوله، ذاكرا ما أسماها "الفضيحة رقم 1"، وقال، مخاطبا اجماهري، "إن بطلها وزيركم في الاقتصاد والمالية وعمدة الرباط حاليا فتح الله ولعلو، وكمال الديساوي عضو المكتب السياسي لحزب لشكر حاليا، الذي استفاد من بقعة أرضية تابعة للأملاك المخزنية تبلغ مساحتها 4497 مترا ك"هبة" من ولعلو بثمن بخس"، موضحا "وهناك وثيقة مؤرخة بتاريخ 8 دجنبر 1999 نشرتها جريدة "الخبر" في عدد 19 فبراير2013 تشير إلى "بيع" الدولة في شخص إدارة الأملاك المخزنية، التي كانت لحظتها تحت الوصاية المباشرة لوزير الاقتصاد والمالية فتح الله ولعلو، للمؤسسة المدعوة المدرسة المغربية لعلوم المهندس، في شخص ممثلها القانوني كمال الديساوي قطعة أرضية تقع بحي الليمون أحد أرقى أحياء العاصمة الاقتصادية بمبلغ لم تتجاوز 360 درهما للمتر المربع، في حين أن الثمن الحقيقي لهذه البقعة في ذلك التاريخ تجاوز هذا المبلغ بكثير ما يعني أن ولعلو والديساوي ضيعا على خزينة الدولة أكثر من 700 مليون سنتيم". وذكر بابا ما أسماه "الفضيحة رقم 2"، وقال إن "بطلها هو نفس رجل الأعمال الاتحادي كمال الديساوي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط بالدارالبيضاء، وعضو المكتب السياسي، وتتعلق بتورطه في نزاع مع أحد الأبناك حول عمارة ورثها الديساوي عن أبيه لكنها كانت مرهونة لدى بنك من أجل قرض مالي، ولما باشر البنك عملية البيع بالمزاد، أدان القضاء القيادي الاتحادي وزوجته في تزوير وصل كراء باسم الحزب، والتستر وراء الحزب من أجل مصلحة شخصية". وزاد القيادي في حزب العدالة والتنمية "الفضيحة رقم 3، بطلها محمد عامر، الوزير الاتحادي المنتدب المكلف بالجالية المغربية في الخارج سابقا، والفضيحة لها علاقة بعقار الدولة، فسنة 2003 اقتنى السيد محمد عامر شقة مساحتها تفوق الألف متر، تابعة للوكالة الوطنية للسكن غير اللائق وكان أيامها كاتبا عاما لوزارة السكنى، لما كان محمد اليازغي وزيرا لها، عملية التفويت تمت أيام الوزير توفيق حجيرة، وأيام كان عامر وزيرا بنفس الحكومة بثمن 600 ألف درهم أي 600 درهم للمتر المربع، والثمن الحقيقي للمتر المربع في ذلك الحي يتجاوز عشرة الاف درهم". وأضاف أن "الفضيحة رقم 4 تخص الحبيب المالكي"، الذي وصفه "وزير الشوكولاتة المولوع باقتناء أرقى أنواعها ليس من حسابه الخاص ولكن على حساب الأموال المخصصة للمدارس والتلاميذ وقصصه مع الشوكولاتة و الورود كثيرة جدا"، حسب قوله. وقال أيضا، في حديثه عن "الفضيحة رقم 5"، أن مقر الحزب بحي دوار الدوم بالرباط "استغله إدريس لشكر خلال الانتخابات التشريعية السابقة عوض أن يكون مكانا لتأطير الشباب والتواصل مع المواطنين تحول إلى مكان لتخزين مادة الحشيش، والذي اقتحمه رجال الأمن وصادروا وسط ذهول الساكنة كمية مهمة من الحشيش (أكثر من نصف كيلوغرام)"، حسب قوله. وختم مصطفى بابا رده على عبد الحميد اجماهري قائلا: "الفضائح رقم 6، 7، 8... في ملف خالد عليوة، الرئيس المدير العام السابق للقرض السياحي والعقاري"، معتبرا أنها "أكبر من أن تحصيها أسطر أو حتى صفحات"، مخاطبا اجماهري "أحيلك فقط على تقارير المجلس الأعلى للحسابات والتي تحدثت عن اقتناء خالد عليوة لشقتين مساحتهما (282 متر مربع و112 متر مربع) بأحد أجمل عمارات شارع مولاي يوسف الجميل بالدارالبيضاء (إقامة الأخوة) بثمن لا أحد يصدقه (ما يعادل 3.458 درهم للمتر المربع، في حين أن ثمن المتر المربع خلال تلك الفترة كان يناهز 20.000 درهم للمتر المربع وهو ما يشكل فرقا في الثمن الإجمالي يصل إلى 8 ملايين درهم)"، مضيفا أن "التقرير تحدث أيضا عن تجهيز الشقتين الكبيرتين من مالية القرض السياحي والعقاري (بكلفة وصلت إلى 1.972.066 درهم حسب الفواتير التي تمكن المجلس من الحصول عليها)، وتحدث عن شاحنات للمشروبات الغازية كانت تزود فندق السويس بكورنيش الدارالبيضاء، كانت تتجه إلى بيته بكابو نيكرو في الشمال لتزويده ليس فقط بالمشروبات الغازية بل حتى بالأكل". وتحدى بابا مجددا اجماهري قائلا "سأقف عند هذا الحد في تعداد الفضائح وأترك الباقي إلى حينه، لكنني متأكد أنك لن تقدم استقالتك"، مضيفا "وعوض أن تواجه الحقيقة بنقد ذاتي تستفيد منه الأجيال القادمة من مناضلي الحزب، تستمر في حجب سماء هذه الفضائح بغربال مقالاتك وأعمدتك، وعوض أن تصارح نفسك ومناضلي الحزب بعجزكم في وزارة العدل التي قضيتم بها ولايتين عن فتح أوراش الإصلاح بل وحتى عن فتح ملف الشهيد المهدي بن بركة الذي تزينون مقرات حزبكم بصورته، توجه سهامك المسمومة للأوراش الكبيرة والكثيرة التي فتحها بكل جدارة الأستاذ مصطفى الرميد لهذا أقول لك، الرميد ليس مشروع فم، بل : الرميد فم وذراع"، حسب تعبير مصطفى بابا.