في خطوة اعتبرها العديد من المحللين أنها ستنهي احتكار أشخاص محدودين لاستغلال "الغاسول" بالمملكة المغربية، أقدمت وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، التي احتفظ بتسييرها الوزير الإسلامي عبد العزيز الرباح في النسخة الثانية من حكومة عبد الإله بنكيران، على فتح باب المنافسة بين الفاعلين الاقتصاديين المهتمين بالاستثمار في استغلال هذه المادة التي لها قيمة اقتصادية كبرى. ودعت وزارة الرباح، في بلاغ اطلعت "الرأي" عليه، للتعبير عن الاهتمام لمنح الامتياز من أجل بحث واستخراج ومعالجة وتثمين مادة الغاسول والمتاجرة فيها، مبررة إطلاق هذه الدعوة ب "رغبتها في فتح المنافسة في وجه الفاعلين الاقتصاديين من أجل منح تراخيص استغلال هذه المادة الحيوية"، وكذا "ترشيد وعقلنة استغلالها، مما سيمكن من خلق قيمة مضافة تعود بالنفع على ساكنة المنطقة وتساهم في تنميتها". وقال بلاغ الوزارة أنه "يمكن سحب ملف الدعوة للتعبير عن الاهتمام إما مباشرة من مديرية الشؤون الإدارية والقانونية التابعة للوزارة، أو تحميله من البوابة الإلكترونية لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك إلى حدود تاريخ 28 نونبر المقبل على أن تبدأ عملية مباشرة مسطرة العروض خلال شهر يناير المقبل". وأشار البلاغ ذاته إلى أن وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك أحدثت لجنة وزارية على مستوى رئاسة الحكومة "عُهِدَ إليها بدراسة هذا الموضوع من جميع جوانبه وتقديم مقترحات من شأنها تشجيع الفاعلين على الاستثمار في هذا الميدان لتحقيق أفضل النتائج". وذكر البلاغ عينه أن الوزارة باشرت مسطرة التعبير عن الاهتمام لمنح امتياز من أجل بحث واستخراج ومعالجة وتثمين مادة الغاسول. وكان استغلال مادة الغاسول، المرتكز أساسا قرب مدينة ميسور الشرقية، قد أثارا جدلا واسعا خصوصا بعد احتجاجات سكان المنطقة الذين يعتبرون أنه لا أثر إيجابيا لاستغلال هذه المادة على التنمية بمدينتهم. جدال انتقل إلى البرلمان وشكل نقطة "نقاش حاد" حول الوزارة التي من اختصاصها الإشراف على استغلال المادة، بين وزارة الطاقة والمعادن، التي كان على رأسها حينذاك فؤاد الدويري، الوزير الاستقلالي، وزارة التجهيز والنقل التي يوجد على رأسها عبد العزيز الرباح. وهو الجدل الذي يبدو أنه لم يعد مطروحا مع تعيين عبد القادر اعمارة، ابن البيجيدي، على رأس وزارة الطاقة والمعادن، بعد سحب حزب الاستقلال لوزرائه واختياره لخندق المعارضة. وكان رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، قد أوفد لجنة وزارية مشتركة إلى مقلع الغاسول، البعيد بحوالي 40 كلم عن مركز مدينة ميسور، للاستجماع المعطيات بعد احتجاحات لساكنة المنطقة، كما وصلت إلى المكان "قافلة المصباح" التي ينظمها فريق البيجيدي بمجلس النواب.