اتهم رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، اسماعيل هنية، الولاياتالمتحدةالأمريكية بتعطيل المصالحة الفلسطينية، مشددا على أن الأوضاع الفلسطينية لم تعد تحتمل الخلاف بين الفصائل الفلسطينية. وقال هنية، في خطاب تلفزيوني مباشر اليوم السبت 19 أكتوبر، أن الفيتو الأميركي هو السبب الرئيسي في إفشال جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية، مشيرا إلى أن كيري اشترط على الرئاسة الفلسطينية وقف المصالحة لاستئناف المفاوضات مع "الإسرائيليين". وأضاف "الأوضاع الفلسطينية لا تحتمل المزيد من الخلاف والمشاحنات وشيطنة طرف لصالح طرف آخر"، ودعا إلى "وضع لبنات حقيقية في جدار الوحدة الوطنية استنادا إلى الاتفاقيات الوطنية الموقعة سابقا وبسقف زمني محدد، مع التركيز على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنظيم الانتخابات". من جهة أخرى، أكد القيادي الحمساوي أن القدس تتعرض بشكل غير مسبوق للتهويد الكامل بتشريد أهلها عنها والتضييق عليهم لحملهم على الهجرة منها لكي تبقى خالصة لليهود، مُدينا الإساءة الممنهجة للمسجد الأقصى عبر الاقتحامات اليهودية التي تتم برعاية رسمية من سلطات الاحتلال والقيادات التشريعية والحزبية "الإسرائيلية"، منبها، في الآن ذاته، إلى أن الفلسطينيين "سيثبتون للاحتلال أنه لا أمن ولا استقرار ما دام الأقصى يتعرض للخطر". وعلاقة بالمفاوضات الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي، شدد الزعيم الفلسطيني إلى أنها تجري "وفقا لقرار سياسي منفرد تتخذه الرئاسة الفلسطينية في رام الله"، معتبرا ذلك "خروجا عن الإجماع الوطني ومصدرا للخطر على ثوابت الشعب الفلسطيني خاصة الأرض والمقدسات واللاجئين". وفي هذا السياق، دعا كافة الفصائل الفلسطينية للتوحد الوطني "لمواجهة أي تسويات تتم مع العدو تحت الضغط والابتزاز الأميركي"، منبها إلى أن الفلسطينيين "لن يقبلوا بأقل من عودة أراضيهم كاملة وإقامة دولتهم عليها وسيرفضون مشاريع التوطين مهما كانت الضغوط الممارسة عليهم". وحول العلاقات الدبلوماسية لحركة حماس مع الدول العربية وغيرها، ذكر اسماعيل هنية أن حكومته تتحدى أي دولة أن تقدم أي دليل على تدخل حماس أو الحكومة في شؤونها الداخلية وخاصة في سوريا ومصر ولبنان، مضيفا أن حماس تعتز بمواقفها التي اتخذتها في نصرة ربيع الشعوب العربية ومطالبها بالحرية والكرامة، دون أن يعني ذلك تدخلا منها في القضايا الداخلية للأنظمة العربية. وقال "إن ما يشاع عن أن حماس تعيش أزمة داخلية في قيادتها وعلاقاتها العربية أو أنها فقدت حلفاءها محض افتراء وأكاذيب"، مؤكدا في المقابل أن حماس "تأثرت بالتطورات الحاصلة في المنطقة مثل غيرها، لكن قيادتها موحدة اليوم بشكل لم يسبق له مثيل، وخياراتها في العلاقات والدعم كثيرة ومتعددة، وهي معتزة بمواقفها التي اتخذتها نصرة للشعوب ولن تتراجع أو تعتذر عنها استرضاء لأي أحد مهما كان". وركز هنية في حديثه على العلاقة بمصر ما بعد الانقلاب العسكري، وأشار إلى أن حكومته "حريصة على استمرار العلاقة الأخوية مع الجارة والشقيقة الكبرى مصر"، مشترطا أن تكون "مبنية على الاحترام المتبادل بما يلبي مصالح الطرفين"، وأضاف أن المساعي التي تهدف للوقيعة بينهما لن يكتب لها النجاح، قائلا "إن مصر ستبقى عمقا إستراتيجياً لغزة وفلسطين كلما ألمت بهم الأحداث". ونفى هنية أن يكون للحكومة أو حماس أي ضلع في ما يجري من أحداث أمنية في سيناء، مؤكدا أنه ليس لهما أي دور عسكري أو أمني هناك ولا في عموم التراب المصري، وأن غزة حريصة على أمن مصر القومي واستقرارها وطالما تجاوبت مع احتياجات المصريين ومطالبهم الأمنية لضبط الأوضاع هناك. وفي سياق مرتبط، دعا رئيس حكومة غزة الحكومة المصرية إلى إنهاء الإغلاق الطويل لمعبر رفح وتدمير الأنفاق دون توفير بديل اقتصادي آخر يلبي حاجات سكان غزة، وطالب بفتح المعبر -كإجراء سيادي مصري- بشكل دائم أمام الأفراد والبضائع لإنهاء الوضع الإنساني الصعب في القطاع الذي شبهه بما عاشه أيام اشتداد الحصار عليه في 2007 وما تلاه من سنوات. *المصدر: الجزيرة. نت