لم يكن يخطر ببال أسطورة الشوكولاطا، مايكل فيريرو، أنه سيُغادر الحياة في يوم تُوزع شكلاطاته بشكل واسع في كل أنحاء العالم ويتبادلها "المتحابون". فقد صادفت وفاة صاحب الشكلاطة المحبوبة عند الجميع "نيوتيلا"، أول أمس، السبت 14 فبراير، "عيد الحب"، عن عمر يناهز 89 عاما في مدينة موناكو، بعد معاناة طويلة مع المرض. وترك ملك الشوكولاطة لورثته مجموعة تقدر مبيعاتها من هذه المادة خلال السنة ما يُعادل 9 مليارات دولار في السنة الواحدة. واستطاع الراحل إبداع "نيوتيلا" بطعم البندق والشوكولاتة التي انتشرت عالميا، وشوكولاتة "فيريرو روشيه"، و"بيض كيندر"، وحلويات "تيك تاك". ويصل صافي ثروة فيريرو إلى 14.4 مليارا استرلينيا، وهو بذلك أغنى رجل في إيطاليا، ويصنف في المرتبة 31 في مؤشر مليارديرية بلومبيرغ، عن فبراير 2015. وكانت مجلة "فوربس" وصفته بأنه أغنى صانع حلويات على وجه الكرة الأرضية، واحتل المرتبة 39 في قائمتها لأغنى أغنياء العالم، وقدرّت في عام 2013 صافي ثروة العائلة بحوالي 20.4 مليار دولار. وحوّل فيريرو النشاط التجاري الذي أسّسه والداه في الأربعينات إلى أحد أكبر شركات الحلوى في العالم. فقد بدأ والده بييترو صناعة "نوتيلا" عندما كان الكاكاو لا يزال مقنناً أثناء الحرب العالمية الثانية، وحوّل المقهى الصغير في مدينة بيدمونت في إيطاليا إلى مصنع حلويات عام 1946. وبسبب غلاء ثمن الكاكاو في إيطاليا أثناء الحرب، جربّت الشركة إدخال المكسرات الوفيرة في ذلك الوقت كمكّون بديل، وطورت شوكولاتة "نوتيلا" باستخدام البندق مع الكاكاو. وتم تصنيع أول قدر من شوكولاتة "نوتيلا" في ألبا شمال غرب إيطاليا في إبريل عام 1964، وتنتج الشركة اليوم حوالي 365 ألف طن من النوتيلا سنويا في 11 مصنعا متوزعين على العالم. وتولى جيوفاني، ابن فيريرو، منصب الرئيس التنفيذي لإمبراطورية الشوكولاطة بعد وفاة شقيقه الأكبر، بييترو، الذي اصيب بنوبة قلبية عام 2011، بينما كان يمارس رياضة ركوب الدراجة في جنوب افريقيا. وفي سنة2013، أنكر جيوفاني ما سرى حول مقترح شراء شركة "نستله" السويسرية للإمبراطورية الإيطالية، وقال إن فيريرو ليست للبيع. عُرف عن مايكل فيريرو أنه كان مقتصداً في الكلام، وحوّل الشركة من النطاق المحلي إلى عملاق عالمي. واتصف بأنه قائد صارم، وفي الوقت ذاته حافظ على أعماله السخية وتبرعاته في مجتمعه. وقبل سنوات قليلة، كان فيريرو يسافر بطائرة الهليكوبتر يوميا من بيته في مونتي كارلو إلى مقر شركته في ألبا لتذوق المنتجات الجديدة والمساعدة في تصميمها. واستطاع الفقيد الحفاظ على هيمنة عائلته على الشركة، ولم يفسح المجال لغيرهم بدخولها منذ أن أسسها والده عام 1946.