أياما قليلة بعد إعلان حكومة عبد الإله بن كيران في نسختها الثانية، وما رافقه من جدل ونقاش واسع في الساحة السياسية، كان لقيادات حزب العدالة والتنمية وقواعده نصيب منه، حيث تباينت الردود والقراءات لنتيجة المفاوضات، بين مؤيد ومعارض لها. فبعد المقال الذي نشره الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية المثمن لخروج الحكومة الثانية وما سماه تغليب المصلحة الوطنية، اعتبر القيادي البارز في حزب المصباح، محمد يتيم، أحد منظري الحزب والمشروع الإصلاحي، أن المغرب كان استثناء في التعامل مع ما سماه "الخريف العربي". وأضاف القيادي الإسلامي، في تدوينة على حسابه الفيسبوكي، أن "خريف الانقلاب على الديمقراطية وعودة الفلول والتمرد البلطجي"، في إشارة إلى السياق الإقليمي الذي تعيشه المنطقة العربية بعد الانقلاب العسكري على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، وعودة العسكر للحكم. وهاجم يتيم خصوم حزبه السياسيين الذين وصفهم بالمغفلين الذين أرادوا أن "يعيدوا حالة التمرد المصري في المغرب"، ويعودوا بالبلد إلى ما قبل 11 نونبر 2011 وافتعلوا أزمة حكومية، في هجوم واضح من القيادي الإسلامي على حزب الاستقلال وأمينه العام الذي توعد رئيس الحكومة بمواجهة سيناريو مشابه لما حصل للرئيس مرسي في مصر، "لكن نسوا أن المغرب يبقى استثنائيا سواء في تعامله مع الربيع العربي أو مع الخريف العربي"، يورد يتيم. وزاد زعيم الذراع النقابية للبيجيدي في تدوينته، قائلا "وليتمسك العدميون بأحلامهم في أن تفشل تجربة العدالة والتنمية، ما داموا يحاكمونه إلى مقدماتهم لا إلى المقدمات التي يبني عليها رؤيته للمشاركة السياسية"، في رد صريح على الخرجات القوية لقيادات جماعة العدل والإحسان المنتقدة لخيارات البيجيدي واتهامه بالخضوع للمخزن وخدمة أجندته. هذا وطالب يتيم، من مناضلي حزب العدالة والتنمية ومتعاطفيه عند تقييمهم هذه المحطة "بالاستناد إلى المقدمات المنهجية الموجودة في الوثائق المؤسسة للرؤية السياسية للحزب لا انطلاقا من المنطلقات العدمية لبعض الحركات السياسية الهامشية"، في رسالة عتاب للقياديين والأعضاء الذين عبرو عن معارضتهم الشديدة لما أفرزته مفاوضات ترميم الأغلبية، وما سموها تنازلات كبيرة قدمها بن كيران لحليفه الجديد صلاح الدين مزوار وإبعاد سعد الدين العثماني من التشكيلة الحكومية بالإضافة إلى التخلي عن حقائب مهمة.