عكس معظم القراءات والتحليلات التي ذهبت إلى أن حزب العدالة والتنمية، أكبر خاسر بعد إعلان النسخة الثانية من حكومة بن كيران، وأن زعيمهم تنازل للدولة العميقة من أجل الاستمرار في التجربة وجلوسه على الكرسي، اعتبر الباحث في تاريخ الحركات الإسلامية، امحمد جبرون، إخراج الحكومة الثانية إلى العلن نصرا استراتيجيا للتيار الإسلامي الحديث العهد بالتدبير. وأضاف الباحث الأكاديمي جبرون، في تدوينة على حائطه الفيسبوكي، تفاعلا مع إعلان الحكومة الجديدة، أن هذه الحكومة "أكثر قوة من سابقاتها وأكثر قدرة على الاستمرار"، في قراءة ربما هي الوحيدة حتى الآن التي توقعت نجاح واستمرار حكومة بنكيران، عكس القراءات التي تقول إن مزوار سيلعب نفس الدور الذي لعبه شباط، والذي مارس المعارضة من داخل الحكومة. ومضى جبرون في تدوينتة التفاعلية مع الحدث دفاعا عن رأيه، حيث أرجع توقعه لنجاح واستمرارية حكومة بنكيران الثانية، لما سماها "التوافقات العظيمة التي جسدتها في العلاقة مع أصحاب الشأن والجهات السيادية في بلادنا"، في إشارة إلى التوافق الذي حصل بين حزب العدالة والتنمية والقصر قبل الوصول لإعلان الحكومة. وزاد الباحث في تاريخ الجماعات الإسلامية، إن التيار الإسلامي "كان بحاجة ماسة إلى الاستمرار في الحكم والبلوغ بالتجربة إلى نهايتها، وقد نجح بن كيران في تحقيق هذا الأمر وبصعوبة، فهنيئا له"، موقف يستحضر فيه الباحث المغربي السياق الإقليمي الذي يشهد ردة سياسية كبيرة وانقلابا على الأحزاب الإسلامية التي وصلت للحكم بعد الربيع العربي. هذا ولفت ذات الباحث الانتباه إلى أن هذه الحكومة كشفت بأن عوائق الديموقراطية التي نسعى لها كبلد لا تتمثل في نظام الحكم فقط، بل "توجد أكبر عوائقها في الفاعلين السياسيين، الذين قاموا عن بكرة أبيهم لنسف أول تمرين ديمقراطي نزيه"، يورد جبرون.