بعد قرابة ثلاثة أشهر انتظرنا فيها إعلان حكومة تستفيد من الأخطاء التي أفرزت التشكيلة الحكومية السابقة، فخاب أملنا بعد اطلاعنا على التشكيلة الحكومية الجديدة، فأي مبرر يمكن أن يسوقه السيد عبد الاله بنكيران بعد "المهزلة" الحكومية التي حملت 39 وزيرا ووزيرة. فهل سيقنعنا السيد بن كيران بأن المغرب يعيش ظروفا اقتصادية صعبة تتطلب الاستغناء عن الكماليات في الوزارات والاكتفاء بالضروريات؟، ويأتي اليوم ليضيف ثمان وزارات إلى تشكيلته إرضاءا لخواطر وشهوات أشباه أحزاب وقيادات من الورق المقوى. ثمان وزارات تنضاف إلى التشكيلة السابقة عوض تعويض الوزراء المنسحبون من حزب الاستقلال. فهل حق لنا أن نقبل باستمرار وزراء حميد شباط؟، والصبر على خرجاته المتعددة، على أن نقبل بهذا تشكيلة؟. وهل صار بإمكاننا أن نقول ياريت لو لم ينسحب حميد شباط، حتى لا نبذر كل هذه الأموال التي ستصرف على الوزراء الجدد وتعويظاتهم هم ومناديبهم جهويا وإقليميا، وفي رحلاتهم وسكناتهم. سقط عبد الاله بن كيران إذن في امتحان التفاوض الحكومي، وظهر بمظهر الرججل الضعيف أمام أعداءه من التماسيح والعفاريت، وهي من تدخلت بقوة لهندسة حكومته الجديدة وإخراجها بهذا الشكل، على الأقل هذا ما قاله قيادي بحزب رئيس الحكومة، وقد نحتاج لشهور أو سنوات لنحفظ أسماء الوزراء وقطاعاتهم التي يشرفون عليها، قبل مساءلتهم عن البرامج التي على ضوءها قبل بنكيران باستوزارهم. وحتى نساء رئيس الحكومة اللاتي تضاعفن ست مرات حق لنا سؤالهن عن منظورهم للعمل الحكومي؟، أم أنهن وجدن أنفسهن وزيرات بين عشية وضحاها. وظهر ذلك في التصريحات التي صرحن بها بعيد تعيينهن، فلوحظ أنهن "كالذي يتخبطه الجن من المس"، ولم يستوعبن ما حدث فعلا.