أضحت الساحة السياسية ، سوقا عكاظية لمن هب ودب، أفواه لا تعرف سوى الشعارات الجوفاء ؛عقول فارغة متحجرة، وأيادي عابثة لاهية، والطامة الكبرى أن الكل يتدافع ليفجر الألغام ويزرع الفتنة والإستحمار ،في كل بيت ودار. بعض الأحزاب تنتهج سياسة الترقيع ؛ في اختيار القيادة التي ستمثلها داخل قبة البرمان، و في المجالس الجماعية ،دون مراعاة الوازع الديني و المستوى الأخلاقي والثقافي ، هذا سيكليس... والآخرقمار...وقبلهم كان شفار..، و الدهماء الكادحة منومة مغناطيسيا، همها فتات موائد المستبدين ، وقضاء مصالحهم، ولو اقتضى منها الأمر، إلقاء مبادئها في غيابات الجب، وطمسها في أجداث الرقيق0 سياسة الترقيع هي السبب في خروج الحمير للشارع، في إطار مسيرة الغضب المنمقة ، ضد الزيادة في المحروقات والمواد الغذائية، ضد نظام المقايسة ،ضد إصلاح صندوق المقاصة، مع الفساد والإستهتار بالمواطن المغربي ....سبحان الله!!، عش نهار تسمع خبار!!، حتى الحمير أصبحوا يفهمون في السياسة ويدركون بواطنها وقوافيها ،ويعبثون بتضارع مسابيرها ومراميها.ولو لم يكن من شنشنة العقلاء ،وضع حد لبهرجة الرعاع ، بالحكمة التي جبلوا عليها، لعاث المتمردون في الأرض فسادا، مغامسة في الباطل و إقرارا بحق مبتدع0 مغمز التبليط و الترقيع يظهر من أول قطرة مطر تنزل عليه، و الحال أن جماعاتنا المصونة لا تأبه بمثالبها، مإان تسمع نفير الفياضانات حتى تجزع إلى إعلان حالة الطوارئ، ذلك أنها أدرى بشعابها وأعلم بأخطائها الترقيعية الفاضحة . الإنارة تستغيث ،نقل الأموات مزعزع إلى حد الجنون، والنظام السلكي والاسلكي مهشم، والأفئدة مغلوبة على أمرها، لا تملك إلا أن تقول حسبنا الله ونعم الوكيل. و الأيات تتالى لتبرهن أن الواقع بؤس مرير...... حوادث السير مستفحلة في شوارعنا، 0لاف الضحايا والسباريت انقلبت أيامهم وأحلامهم رأسا على عقب، بسبب الحوادث ،فياترى من المسؤول؟ هل هو السائق الجاهل بقانون السير والراشي طمعا في التأشيرة؟ أم هي الطرق المبلطة بإتقان؟ أم هي الحافلات المزركشة من الخارج والمحفوفة بالألغام؟ أم أن خللا في النفوس كرس الأوهام؟. بيد أنه لا مندوحة من إفحام المتقوقلين في قالب الحقيقة الصماء، بأن الخلل في سياسة الترقيع التي يستنون بها، كلما عشقت أنفسهم العبث بالأرواح الأدمية ،والحكاية الدرامية لا تنتهي ... لا علاقة له بالإدارة، بيد أنهم جعلوه إداريا ،رغما عن أنوف الديمقراطيين، فبالله عليكم أي إدارة ناجحة ، تلك التي يديرها جاهل متقاعس، لا حكمة له ولا رزانة؟؟؟ سياسته المحال الدميم، والجهل العقيم؟ أم أننا سنرجع لإرهاصات بيوقراطية من جديد؟؟ سياسة الترقيع، تلك المهزلة التي جعلت من الإعلام المحلي بؤرة للوبيات الفساد والمفسدين، عوض أن يكون منبرا للحقائق، أضحى بوقا للإنقلابيين على الشرعية، ومنارة للمنافقين و المتلاعبين والمقامرين بالمبادئ0 أخيرا وجب أن نخيط الثوب المناسب في المكان المناسب، لأن الترقيع سينكشف طال الزمن أم قصر، فمابني على باطل فهو باطل وزائل، ولو كرسه القلاقل0