اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، أنه بعد الانقلاب العسكري على الحكومة الإسلامية المنتخبة بمصر، بدأت تظهر ما وصفته ب "علامات على عودة نظام الملك محمد السادس إلى الممارسات الاستبدادية"، ذاكرة اعتقال الصحافي علي أنوزلا ك "واحدة من هذه العلامات". وقالت الصحيفة المقربة من الدوائر الرسمية الأمريكية أنه "عندما اندلعت الثورات العربية في تونس ومصر سنة 2011، استجاب الملك محمد السادس لها من خلال تبني إصلاحات سياسية، فتمت مراجعة الدستور بسرعة. وفي سنة 2012 جرت انتخابات برلمانية ديمقراطية، أفرزت فوز حزب إسلامي معتدل بالأغلبية، ودعي إلى تشكيل الحكومة"، مضيفة "مما جعل المغرب يلقى إعجاب الغربيين كنموذج محتمل لملكيات عربية أخرى مثل الأردن ودول الخليج ". وتابعت الافتتاحية ذاتها أن الملك محمد السادس "مع ذلك أبقى السيطرة على القوات المسلحة والقضاء"، مضيفة "فكما تراجعت مصر إلى الوراء في اتجاه الاستبداد في أعقاب انقلاب عسكري ضد حكومتها الاسلامية المنتخبة، بدأ نظام الملك محمد السادس يظهر علامات على العودة إلى الممارسات الاستبدادية"، مشيرة إلى أن "من بين هذه العلامات اعتقال واحد من الصحفيين بتهمة الإرهاب، وهو أحد منتقدي الملك". وذكرت افتتاحية الصحيفة الأمريكية قصة اعتقال الصحافي علي أنوزلا "من منزله بالرباط"، والذي وجهت إليه النيابة العامة تهم ب "التحريض" و"تقديم دعم مادي" للإرهاب. وقالت الصحيفة أن "السلطات المغربية تعلم جيدا أن أنوزلا ليس صديقا لتنظيم القاعدة"، ونبهت إلى أنها "قد تستعمل تقريره عن الفيديو من أجل معاقبته على انتقاداته الشجاعة والحاسمة للملك محمد السادس". واستخلصت افتتاحية الصحيفة الأمريكية أن الملك محمد السادس "ربما قَدَّر أن الانفتاح السياسي الذي قام به في مارس 2011، عندما ظهر أن العالم العربي على أعتاب ثورة ديمقراطية، لم يعد ضروريا في المنطقة حيث الجنرالات والجهاديون في تصاعد"، مستدركة "لكن الأنظمة الملكية العربية لا يمكن أن تتجنب التغيير، فهي مرغمة على إكمال الانتقال إلى الحكم الديمقراطي"، حسب قولها، مشيرة إلى أن "ذلك يعني التسامح مع الصحافيين مثل أنوزلا". وقالت أيضا "إذا كان الملك محمد السادس يريد الحفاظ على مصداقيته بوصفه مصلحا، فعليه أن يفتح صدره للنقد"، على حد تعبير اليومية الأمريكية الشهيرة.