يبدو أن سلسلة المفاوضات العسيرة التي مرت بها مفاوضات إخراج الحكومة التي يقودها زعيم الإسلاميين عبد الإله بن كيران، في نسختها الثانية أوشكت على النهاية وإعلان التشكيلة الجديدة بحضرة حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي عوض حزب الاستقلال المنسحب من الائتلاف الحكومي قبل أشهر. وستتجه الأنظار يوم غد السبت، نحو اجتماع الأمانة العامة لحزب رئيس الحكومة، الذي ينتظر أن تناقش ما خلصت إليه نتائج المفاوضات مع رئيس حزب الحمامة، صلاح الدين مزوار، والحسم في موقف الحزب النهائي من مفاوضات تشكيل الحكومة الثانية تحت قيادة الإسلاميين. عبد الإله بن كيران، سيكون في لقاء الأمانة العامة لحزبه، أمام امتحان صعب يتمثل في إقناع إخوانه في حزب المصباح، بالاتفاق الذي توصل إليه مع مزوار، خاصة وأن هذا الأخير يعد من الأسماء التي واجهها قادة العدالة والتنمية بانتقادات لاذعة بلغت حد اتهامه بالفساد في قضية ما عرف ب"تبادل البريمات بين مزوار وبنسودة"، وهي القضية التي أحدثت ضجة كبيرة في الساحة السياسية. االمعلومات التي سربت بخصوص مفاوضات تشكيل الحكومة والتي نشرتها الرأي، تفيد بأن صلاح الدين مزوار، سيعود ليشغل منصب وزير الاقتصاد والمالية، الأمر الذي سيمثل انتصارا كبيرا للأحرار على البيجيدي وقادته، خاصة الذين كما أن من شأنه أن يؤثر على صورة الحزب في عيون أعضائه ومتعاطفيه، فضلا عن الرأي العام، الذي تابع كيف تناول عدد من قياديي العدالة والتنمية ملف العلاوات التي تبادلها مزاوار مع بنسودة، وخاضوا فيها معارك عدة. ومن أبرز الأسماء التي ستتأثر في حال منح صلاح الدين مزوار، وزارة الاقتصاد والمالية، بل واستفراده بها، وكذا إبعاد إدريس الأزمي، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، النائب البرلماني عن العاصمة الشرقية وجدة، عبد العزيز أفتاتي، الذي لم يدع مناسبة إلا وذكر فيها مزوار بالبريمات التي تبادلها مع الخازن العام للمملكة نور الدين بنسودة، متهما إياه بالفساد ومطالبا بمحاسبته، قبل أن تتغير الأوضاع ويصبح رئيس الأحرار، الملجأ الوحيد لبنكيران وحزبه من أجل استمرار تجربتهم الحكومية. هذا ويرجح أن يكون لقاء الأمانة العامة ساخنا، حيث توجد أصوات شابة بارزة في قيادة البيجيدي، عبرت في الكثير من الخرجات والتصريحات عن معارضتها الشديدة لاستوزار صلاح الدين مزوار، مبدية تخوفها من تكرار سيناريو الاستقلال والدور الذي لعبه شباط في عرقلة العمل الحكومي ومشاريع الإصلاح الكبرى، مفضلين سيناريو الانتخابات المبكرة والعودة للشعب ليقول كلمته من جديد. ورغم أن خيار الانتخابات السابقة لأوانها ومن يدعو لها من القيادات ومعهم الكثير من شباب وأعضاء العدالة والتنمية، يبدو غير وارد في الحسبان، يرى مقربون من الأمانة العامة، أن هذا الأمر سيطرحه المدافعون عنه ويواجهوا به أمينهم العام، مؤكدين أن الأمين العام قادر على إقناع هذا التيار بما توصل إليه مع صلاح الدين مزوار والمضي قدما في إخراج النسخة الثانية من الحكومية التي يقودها المصباح.