عادت طقوس تجديد "البیعة" للملك محمد السادس، لتثير هذا العام مثل كل سنة، جدلا واسعا بین المنتقدين، ونشطاء الشبكات الاجتماعية، وسط اتساع لرقعة الرافضين لهذه الطقوس. فبينما اعتبر المدافعون عن "حفل الولاء" هذه الطقوس تراثا مغربيا وجزءا من الخصوصیة المغربیة هاجم السواد الأعظم هذه الطقوس. وانتقد شباب ''الجبهة الشبابية من أجل الحرية'' في بيان تم تعميمه على موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك "مواطنون لا عبيد'' (انتقد) هذه الطقوس بإعتبارها تعود لزمن العبودية ،يتم من خلاله إذلال رقاب العباد والحط من الكرامة الإنسانية لهم، حيث ينكشف فيه الجوهر الحقيقي للمؤسسة الملكية ومدى تشبثها بالتقاليد المخزنية التي تتعارض وما تدعيه من قيم الحداثة والديمقراطية، حسب البيان. واعتبر البيان أن المؤسسة الملكية تدعي قيم الحداثة والديمقراطية وهي لا تعلم أن مناط هذه القيم هو كرامة الإنسان أولا وأخيرا، وأن العقد الذي ينبغي أن يشكل جوهر العلاقة بين المواطن والدولة هو الدستور الديمقراطي الذي يعبر عن إرادة الأمة، والذي لا ينبغي الانقلاب عليه بأي حال من الأحوال". نفس الجبهة الشبابية عبرت عن إدانتها وإستنكارها لاستمرار هذه التقاليد المخزنية ،بإعتبارها مظهرا من مظاهر الانقلاب على قيم الديمقراطية. ورغم أن المغرب دأب على تنظیم مثل هذا الحفل كل سنة ومنذ عدة عقود خلت إلا أن ما حول "حفلا بروتوكولیا"، إلى موضوع جدل إعلامي وسیاسي، هو السیاق التاريخي الجديد الذي خلقته ثورات الربیع الديمقراطي في المنطقة العربیة. فالمغرب مثل باقي الدول العربیة تأثر برياح التغییر ولو بمقدار، دفعت المؤسسة الملكیة في المغرب لأول مرة في تاريخھا الحديث إلى الخضوع لضغط الشارع وتقديم بعض الإصلاحات السیاسیة والدستورية. وقد إعتبر مجموعة من الشباب المنتقد هذا الطقس على الفيسبوك أن حفل الولاء لم يعد مجرد طقس يتم تجديد فيه البيعة لتجديد شرعية الملك ، إنما تحول إلى مناسبة لإهانة الشعب على حد تعبيرهم.