كوريا الجنوبية هذه الدولة الصغيرة التي حققت المعجزة وخرجت من تخلفها وفقرها واصبحت واحدة من اقوى دول نموا اقتصاديا وهذا لم يأتي من فراغ فكوريا الجنوبية كانت مستعمرة من اليابان بالاضافة الى دخولها في حرب قاسية مع جارتها الشمالية فخرجت مدمرة على الاخر لكنها وكما طائر الفينيق احترقت وصارت رمادا ثم انبعثت من رمادها اكثر قوة وبنت نفسها بالاعتماد على نفسها. حجر الزاوية في هذا النمو هو التعليم فكوريا الجنوبية شهدت تغيرا جذريا في معدلات الأمية خلال 60-70 عاما الماضية. حيث تجاوزت نسبة الأمية في ثلاثينات القرن العشرين 70%، أما الآن فهي أقل من 2%. كوريا الجنوبية استطاعت ان تؤسس تعليم حديث عصري يواكب التقدم التكنولوجي فأصبح لكل تلميذ لوح الكتروني عوضا عن أكوام من الدفاتر والكتب ف 55 في المئة من وقت الطالب الكوري هو دراسة فبعد انتهاء دوام الرسمي للمدارس يتوجه الطلاب الى معاهد من اخذ دروس في التقوية حتى الساعة العاشرة ليلا بعدها يتذهبون الى منازلهم والطالب الكوري نجاحه في حياته العملية والشخصية مرتبط بنجاحه في التعليم . هذا البلد المعجزة يعد واحد من اسرع الدول نموا في مجال التعليم فكوريا الجنوبية تعتبر من الخمس الاوائل في الرياضيات والفيزياء والقراءة وفي كل العلوم متفوقة على دول غربية . ما قلناه على كوريا ينطبق على اليابان وسويسرا بلدان يعيشون بيننا ولكنهم ليسوا مثلنا نحن امة اقرأ التي خرج منها الخوارزمي مؤسس علم الجبر وجابر بن حيان مؤسس الكيمياء وابن الهيثم الذي لولاه لما كان بهواتفنا شيء اسمه الكاميرا وعلماء كثيرون أضاءوا العالم بعلمهم ومعرفتهم ولكننا لم نستفد منهم . التعليم التعليم التعليم ولن ننهض بغير التعليم فأمة اقرأ لابد أن تقرأ لابد من تطوير التعليم في بلداننا العربية فهو الأساس الذي تبني عليه الأمم نهضتها وللاسف الشديد فكثير من الدول العربية لا تهتم بالتعليم فما بالك بتطويره )تركيا خصصت 7 مليارات دولار لتطوير تعليمها( . الدول العر بية تحتل مراتب غير مشرفة على مستوى العالم في مجال التعليم ومن ضمنها هذه البلاد السعيدة الذي مازال تعليمها يتخبط خبط عشواء فلا برامج اصلاحية اصلحته ولا الميزانيات الضخمة التي صرفت عليه استطاعت ان تنتشله قبل ان يغرق في بحر الفوضى . كوريا الجنوبية تستحق ان تدرس تجربتها وتأخذ كقدوة لنا نحن معشر العرب اهل الطرب .