عبر عدد من المشاركين في التظاهرة الدولية، التي نظمت بطنجة من قبل وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للبحر، عن إعجابهم بالمركب المينائي "طنجة المتوسط"، وما يحققه من ازدهار في الحركة التجارية الخارجية والنقل البحري، إضافة إلى كونه حاضنا مهما وكبيرا لتشغيل اليد العاملة. كما نوه المشاركون ، خلال زيارتهم الميدانية التي قاموا بها، أمس (الأربعاء)، لهذا المركب المينائي الضخم، بالطفرة التي يعرفها المغرب في المجال البحري والمشاريعِ الكبرى التي تباشرها الدولة المغربية تلبية لتطلعات المغاربة التنموية، مركزين على الميناء المتوسطي، الذي استطاع أن يحقق، بفضل مؤهلاته ومواصفاته العالمية، اندماجا مهما عبر شبكة المبادلات الدولية بين أوروبا وآسيا إفريقيا والأميركيتين الشمالية والجنوبية. وكان المنظمون للحدث الموازي لفعاليات اليوم العالمي للبحر، قد خصصوا اليوم الثالث والأخير لهذه التظاهرة، التي شارك فيها أزيد من 30 بلدا من مختلف أنحاء المعمور، للزيارات الميدانية والاطلاع على أهم بنيات القطاع البحري بالمغرب، المتواجدة على طول مضيق جبل طارق، حيث انطلقت الرحلة من ميناء طنجة- المدينة، الذي لازال في طور إعادة بناءه وتأهيله ليصبح ميناء ترفيهيا، مرورا برأس سبارطيل وكاب مالاباطا، وصولا المركب المينائي الحديث لطنجة، الذي يعتبر واحد من أهم الموانئ في إفريقيا ومنطقة أوروبا المتوسطية. و قد انطلقت فعالياتها هذه التظاهرة، التي نظمت تحت شعار "اليوم العالمي للبحر: من أجل تنفيذ اتفاقية المنظمة البحرية الدولية تنفيذا فعالا"، يوم الاثنين الماضي بطنجة، بحضور عبد العزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك ، الذي اعلن خلال افتتاح الندوة الدولية عن شروع المغرب في تنزيل استراتيجيته المينائية في أفق 2030، التي أطلاقها الملك محمد السادس سنة 2012 ، بحجم استثمارات يصل إلى 60 مليار درهم. كما أوضح الوزير بأن "المغرب، وهو يستحضر البعد الاستراتيجي للنقل البحري، يقوم بتقييم شامل لسياسته البحرية، ويعمل على تطوير هذا التقييم في إطار المجلس الوطني للبحر، المزمع إخراجه للوجود قريبا، كما أنه يعمل جادا على احترام وتطبيق الاتفاقيات الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية، وعلى رأسها اتفاقية "سولاس" المتعلقة بحماية الحياة الإنسانية بالبحر، بالإضافة إلى ضمانه لنشر المعلومة البحرية، وصيانة الأضواء والمنارات على طول الساحل الوطني، كذا تطبيق نظام الشهادات الوطنية للموانئ والمرافق المحيطة بها وفق القانونISPS المدرج في اتفاقيات المنظمة البحرية الدولية". وأبرز الوزير، أن المملكة المغربية مقبلة على تشييد خمس موانيء جديدة ببعد دولي (ميناء الناظور غرب متوسط، وميناء القنيطرة، وميناء آسفي وميناء الجرف الأصفر وميناء الداخلة أطلنتيك)، بالإضافة إلى توسعة مجموعة من الموانئ التجارية بكل من الدارالبيضاء والمحمدية وأكادير والجرف الأصفر، من أجل مواكبة تطور نشاط الملاحة التجارية المغربية والجهوية، كما كشف الرباح بأن الحكومة تشتغل على إعداد مخطط استراتيجي لحماية الملك العمومي البحري للمغرب، وتثمين الطاقات التي تزخر بها أراضيه البحرية والساحلية، التي تمتد على ساحل يتجاوز طوله 3500 كلم. يذكر، أن أشغال الحدث الموازي لليوم العالمي للبحر، اختتمت بإصدار وثيقة أطلق عليها "إعلان طنجة"، وتضمنت 15 توصية تدعو في مجملها إلى تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بهدف تحقيق حماية فعلية وفعالة للملاحة البحرية من مختلف الأخطار.