نظم المشرفون على التظاهرة الموازية لليوم العالمي للبحر بطنجة، أمس الاربعاء، زيارة ميدانية للمشاركين في التظاهرة شملت المنشآت البحرية التي انجزها المغرب على طول الساحل المطل على مضيق جبل طارق. وانطلقت هذه الجولة بزيارة لميناء طنجةالمدينة، حيث اطلع المشاركون في التظاهرة على مشروع تحويل الميناء، قبل أن يتوجهوا إلى مركب ميناء طنجة المتوسط، أحد أكبر الموانئ في افريقيا ومنطقة حوض البحر الابيض المتوسط. كما شكلت المناسبة فرصة لزيارة معلمة منارة كاب سبارطيل، التي تخلد هذه السنة الذكرى 150 لدخولها حيز الخدمة، وقدم للزائرين بعرض مفصل حول تاريخ هذه المنشأة التي تدخل في اطار شبكة من المنشآت المنارية التي انجازها المغرب، والتي يعود تاريخ انشائها الى النصف الثاني من القرن ال19، كما تعرف الزائرون على الدور الذي تطلع به هذه المنشآت في ضمان أمن وسلامة الملاحة البحرية. وتعد منارة رأس سبارتيل، موقعا اسطوريا وتاريخيا مهما يطل على ملتقى البحر الابيض المتوسط والمحيط الاطلسي على ارتفاع 250 متر، وهي لازالت تؤدي مهامها منذ افتتاحها في 15 أكتوبر من سنة 1864، وستكون هذه المعلمة مفتوحة في وجه العموم انطلاقا من اليوم الخميس والى غاية 15 من شهر نونبر القادم. وقال رئيس مصلحة تدبير الملك العمومي البحري بطنجة عبد النبي حاجي، في تصريح للصحافة، إن هذا التراث الوطني يعكس العديد من الجوانب الثقافية والتاريخية التي تستحق أن يتم استكشافها من قبل الخبراء والمتخصصين والمهتمين عامة، والذين سيطلعون من خلالها على مصدر غني من المعلومات التي لم تتح لهم الفرصة من قبل الاطلاع عليها. وأوضح، في هذا الإطار، أن وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك تعبئ سنويا ميزانيات هامة لضمان تطوير وصيانة وإصلاح هذه المنارات حتى تستمر في أداء مهامها من أجل توفير سلامة الملاحة البحرية على طول السواحل المغربية. ونظمت وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك على مدى ثلاثة أيام الاخيرة، التظاهرة الموازية لليوم العالمي للبحر، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت عنوان "من اجل تطبيق فعال لاتفاقيات المنظمة البحرية الدولية"، بحضور شخصيات أجنبية ومغربية وازنة. ويعد المغرب أول بلد من القارة الافريقية يحتضن هذا الحدث مما سينعكس على إشعاعه داخل المجتمع البحري العالمي، كما سيمكنه من تعزيز حضوره داخل المنظمة البحرية الدولية. كما يعكس الحدث حرص المغرب على التطبيق الفعال للقوانين البحرية المصادق عليها من طرف المنظمة والتأكيد على الدور الذي يمكن أن يضطلع به في ما يخص التعاون الجهوي والدولي من أجل تعزيز المثل العليا للمنظمة. ووفر هذا اللقاء فضاء للالتقاء لفائدة المستثمرين والفاعلين الوطنيين في القطاعين الخاص والعام، لربط علاقات شراكة مع نظرائهم الاجانب، في ما يخص المشاريع الواعدة.