كشف الكيان الصهيوني، أمس الخميس، عن أنه يستعد لخطوة تطبيعية تمهيدية مع السعودية من خلال فتح خط طيران بينهما، بهدف نقل حجاج ومعتمرين فلسطينيين من الأرض المحتلة عام 1967. وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الخميس أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل والسعودية والسلطة الفلسطينية والأردن، أجرت اتصالات سرية في الأسابيع الأخيرة من أجل تنسيق رحلة جوية أولى من مطار بن غوريون الدولي، شرق تل أبيب، إلى أحد مطارات السعودية لنقل حجاج فلسطينيين، على أن تتوقف الطائرة قليلا في مطار عمان، وذلك التفافا على عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الدولتين. لكن الخطة تقتضي، وفق «يديعوت أحرونوت»، بأن تتم الرحلات الجوية مستقبلا بخط مباشر بين تل أبيب وبين الرياض. وتقول إن ذلك تم بمبادرة الولاياتالمتحدة التي تتولى الوساطة بين إسرائيل وبين السعودية غداة زيارة الرئيس دونالد ترامب لها قبل شهر. ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي كبير قوله إن الاتصالات المذكورة بلغت مرحلة متقدمة. وكشف أن الرحلة الجوية الأولى ستتم بواسطة شركة طيران أجنبية، لا إسرائيلية ولا سعودية. وسيكون بوسع الفلسطينيين القيام بفريضة الحج والعمرة من خلال خط الطيران الجديد بدلا من السفر البري عن طريق الأردن. وتستذكر الصحيفة الإسرائيلية أن الولاياتالمتحدة تقوم بفحص خطوات تطبيع بين إسرائيل وبين العالم العربي، بموازاة تحريك مفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. كما قالت إن الولاياتالمتحدة تقوم الآن بفحص إمكانية فتح المجال الجوي في سماء إسرائيل وتمكين طائرات من دول عربية من استخدامه ذهابا وإيابا. وكانت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول طائرة تسافر مباشرة من مطار الرياض إلى تل أبيب. وقد عرض وزير المواصلات والمخابرات الإسرائيلي يسرائيل كاتس على المبعوث الأمريكي للسلام جيسون غرينبلات، خطة هندسية ل «السكك الحديدية للسلام الإقليمي». وتهدف هذه الخطة الى ربط إسرائيل والأردن والسعودية ودول الخليج بغية منحها منفذا للبحر الأبيض المتوسط. وقالت الصحيفة نقلا عن الوزير إن غرينبلات على ما يبدو، أبدى انفعالا وحماسا لسماعه عن الخطة. وتقول إنه التقى مع كاتس ثلاث مرات من أجل التداول حولها. يشار الى أن إسرائيل استكملت في العام الماضي إعادة بناء سكة الحديد الحجازية في المقطع الذي يوصل بين مدينتي حيفا وبيسان قبالة الحدود مع الأردن. يذكر أن وسائل إعلام إسرائيلية قد كشفت في العام الماضي عن خط رحلات جوية سري بين تل أبيب ودبي ضمن علاقات سرية بين الجانبين الإسرائيلي والإماراتي. ويشار أن مسؤولا إسرائيليا قال إن غرينبلات سيصل المنطقة قريبا للقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وأضاف المسؤول نفسه أنه من الممكن أن تكون الزيارة في الأسبوع المقبل، أو في اليوم الأخير من شهر رمضان، الرابع والعشرين من يونيو الحالي. وأكد مسؤول أمريكي أن غرينبلات يحاول تنسيق زيارته إلى المنطقة، بيد أن موعدها لم يتحدد بعد. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر إسرائيلية وفلسطينية قولها إن الإدارة الأمريكية معنية بالاستماع إلى مواقف نتنياهو وعباس في شأن القضايا الجوهرية المختلفة، ومن ضمنها الحدود والأمن واللاجئون والقدس والمستوطنات، وذلك بهدف الاطلاع على الفجوات بين الطرفين، واتخاذ قرار بشأن كيفية بلورة وثيقة مبادئ تكون أساسا لتجديد المفاوضات. وقال مصدر إسرائيلي مطلع على الاتصالات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، إن هناك أفكارا ومسودات مبادئ أمريكية لتجديد المفاوضات. وأضاف أن البيت الأبيض استعد لذلك، وأجرى مشاورات مع عدد كبير المسؤولين من أجل الاطلاع على موقفي الطرفين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فلسطيني قوله إن عباس ومستشاريه ينظرون بإيجابية إلى حقيقة أن الإدارة الأمريكية تريد أن تبحث المحادثات مواقف الطرفين بشأن القضايا الجوهرية، وليس القضايا الجارية حول الوضع على الأرض.
وأضاف أن الجانب الفلسطيني لا يعتبر المحادثات التي ستجري مع غرينبلات، الأسبوع المقبل، كبداية عملية جديدة أو كبداية مفاوضات، وإنما كمرحلة لا تزال تحاول الإدارة الأمريكية فيها بلورة الطريق التي يمكن بواسطتها محاولة تجديد المفاوضات. نقلا عن القدس العربي
وأضاف أن الرئيس ترامب كان قد عرض على عباس، في بيت لحم، أن تقوم إسرائيل والسلطة الفلسطينية بإرسال طاقمين، يتألف كل منهما من خمسة أشخاص، إلى
واشنطن للبدء بالمحادثات، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية تنظر بإيجابية إلى الفكرة، وأنها ستحاول تحديد موعد لزيارة الوفد الفلسطيني إلى واشنطن بعد رمضان. كانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن الإدارة الأمريكية تدرس إمكانية بلورة وثيقة مبادئ لحل القضايا الجوهرية، بحيث تجري المفاوضات حول الحل الدائم على أساس هذه الوثيقة، ولم تتخذ قرارا نهائيا بعد بشأن وثيقة المبادئ. في المقابل، فإن التقديرات الإسرائيلية والفلسطينية تشير إلى أن قيام غرينبلات بعملية مسح لموقفي الطرفين من شأنه أن يعزز التقديرات بشأن وضع وثيقة مبادئ.