فجر الاثنين الماضي استيقظت قطر مواطنين ومقيمين على خبر صادم أشبه بزلزال؛ السعودية والإمارات العربية والبحرين بالإضافة لمصر تقرر ليلا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة وفرض حصار شامل بري وبحري وجوي عليها. بُرر القرار في البداية بتهم موجهة لقطر بدعم الإرهاب والعلاقات مع إيران.. تسارع الثلاث الخليجي مع الزمن لكسب دعم دولي لحملتهم على قطر، لكن لم يحصل على دعم دول وازنة.. وبعد أربعة أيام من حصار ظالم تجاوز المستوى السياسي إلى المستوى الاجتماعي بتفريق عائلات وأسر خليجية وإرباك حياة طلبة وموظفين قطريين طلب منهم المغادرة أو موظفين من السعودية والإمارات دعتهم دولهم لمغادرة قطر و...
مرت أربعة أيام على قرار المقاطعة والمحاصرة ووثيرة الحياة في قطر عادية. تعبت قنوات الردح ومواقع إلكتورنية عارية من قواعد مهنة الصحافة وأخلاقها من الكذب والافتراء عن وجود حالة هلع ونقص في المواد الغذائيةو.. والحال أن ذلك محض أمنية ورغبات لم تتحقق لتلك القنوات والمواقع وأصحابها.
الوضع في الأسواق الممتازة وباقي الأسواق عادي؛ كل شيء متوفر كباقي الأيام.. صحيح أن قرار المقاطعة المذكور أثار في البداية صدمة لأنه لم يكن متوقعا، إذ عرفت العلاقات بين قطر ودول خليجية وخاصة السعودية والإمارات أزمات وصلت لسحب السفراء غير أنها لم تصل لهذا المستوى من التصعيد. لكن الناس تجاوزوا هذا الشعور ويواصلون حياتهم في كافة مناحيها بوتيرة عادية.
مرت أربعة أيام على قرار المقاطعة والمحاصرة وكل المؤشرات تقول أنه سيفشل تحقيق أهدافه وأن قطر ستتجاوز هذه الأزمة وفي مايلي هذه المؤشرات.
عربيا - دول خليجية رفضت الانخراط في الحملة؛ عمان والكويت التي يبذل أميرها جهودا للم الشمل والحيلولة دون تصدع مجلس التعاون الخليجي، و كذلك مواقف دول عربية وازنة كالمغرب باختياره الحياد، ودعوة الجزائر وتونس للحوار.
- الدوحة لم تعامل مواطني الدول التي قاطعتها وحاصرتها بنفس المعاملة التي عومل بها مواطنيها وصلت لحد الترحيل القسري قبل المهلة المعطاة لهم كما صرحت بذلك اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بقطر.
دوليا - رفض أوروبي (خاصة ألمانيا وفرنسا) وأميركي لأي توتر أو أزمة في منقطة الخليج العربي ودعوتهم لحل الخلافات بالحوار وعرض وساطة لحل الأزمة. - الدعم التركي الصريح لقطر ومطالبة ووصف رجب طيب أردوغان قرارات مقاطعة الدولة وحصارها بأنها غير صائبة ودعا للحوار، وأكثر من ذلك أقر البرلمان التركي اتفاقية الدفاع العسكري المشترك مع قطر. - قرارات الحصار والمقاطعة مخالفة للقانون الدولي، لم تقدم عليها كوريا الجنوبية وحلفائها مع كوري الثمالية رغم خطورة البرنامج النووي لبيونغ يانغ على محيطها، كما لم تقدم عليها السعودية والإمارات مع إيران التي تحتل للأخيرة ثلاث جزر، وتفعل الأفاعيل باليمن وسوريا والعراق.
شعبيا - رفض الشعوب الخليجية قرار مقاطعة قطر عكسته بوضوح وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة موقع تويتر وهاشتاغ # الشعب - الخليجي- يرفض- مقاطعة قطر. وأظهرت تلك الوسائل حالة من الغضب على قطع الأرحام والتفريق بين أسر وعوائل، وصلت لحد منع الإمارات رضيع من مرافقة والدته القطرية.
ويعود هذا الغضب لأن المبررات التي بنيت عليها قرارات المقاطعة والحصار للدوحة غير مقنعة، ولو كانت كذلك لما منع الناس من التعبير عن رأيهم ومواقفهم برفع العقوبات بشكل خيالي على مجرد التعبير عن التعاطف مع قطر. وأشار كثيرون إلى أن الشعب الخليجي نسيج اجتماعي واحد تربطه علاقات أسرية وعائلية ويجمع تاريخ ودين واحد، وقالوا لا يجب أن تصل آثار الخلافات السياسية لدول الخليج لهذا النسيج وهذه العلاقات.
- انكشاف جوهر دوافع مقاطعة قطر ومحاصرتها بتصريح عادل الجبير وزير الخارجية السعودي بأنه على الدوحة وقف دعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأمر الذي شكل رأيا عاما بوسائل التواصل الاجتماعي في عموم العالم العربي والإسلامي رافض لحصار قطر ومتضامن معها.