يبدو أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية اضطرت إلى عقد اجتماع لها أمس (الثلاثاء 09 ماي 2017) من دون أمينه العام ورئيس الحكومة السابق، عبد الإله ابن كيران، وترأسه بدلا منه نائبه سليمان العمراني، ودعا أعضاءه إلى "التحلي باليقظة وروح المسؤولية والتمسك بمقتضيات الأخوة الصادقة وحسن تدبير الاختلاف، وتفويت الفرصة على المتربصين بالحزب". وقال بلاغ صادر عن الأمانة العامة ل"البيجيدي"، تتوفر جريدة "الرأي المغربية" على نسخة منه، إن الاجتماع تم عقده "بموافقة" ابن كيران الذي يوجد بالديار المقدسة لأداء مناسك العمرة، مؤكدا على "الحرص الكبير" لأعضائها على "تجاوز تداعيات المرحلة والأسئلة التي طرحتها من خلال الحوار الحر والبنَّاء والهادف والمسؤول داخل هيئات الحزب، وتأكيدهم على ضرورة امتلاك قراءة جماعية هادئة للمرحلة وبلورة رؤية مستقبلية لمواجهة استحقاقاتها وتحدياتها مواصلة لخدمة المصالح العليا للوطن والاستجابة لانتظارات وتطلعات المواطنين".
وشدد البلاغ على حرص العدالة والتنمية على "الوفاء بثقة المواطنين التي بوأته مركز الصدارة في المشهد السياسي خلال الانتخابات التشريعية ل7 أكتوبر"، معلنا "عزمه مواصلة أوراش الإصلاح" بالمغرب و"الدفاع عن كرامة المواطنين وخدمة مصالحهم، سواء من خلال دوره على المستوى الحكومي أو عبر عمل برلمانييه ومنتخبيه وباقي هيئاته وتنظيماته الحزبية، والاستمرار في نهج القرب منهم والتواصل معهم بكل الآليات المتاحة"، حسب نص البلاغ ذاته.
وعرف حزب العدالة والتنمية "نقاشا حادا" بين قياداته في الفترة التي صاحبت وتلت مفاوضات تشكيل التحالف الحكومي، وهيكلة حكومة سعد الدين العثماني، ما جعل متتبعين يصنفونهم إلى تيارين "تيار العثماني" و"تيار بنكيران"، الأخير اعتبر قبول دخول الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في حكومة سعد الدين العثماني "انبطاحا" أمام عزيز اخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وتراجعا عن المواقف التي وُصفت ب"القوية" لعبد الإله ابن كيران.