لم يتأخر الرد كثيرا على بيان مقتضب أصدرته 70 جمعية بكلميم تمدح فيه ما قالته عنه "الإنجازات النوعية المحققة اقتصاديا وتنمويا بالمدينة" و"التي تعد صفوة ونبراسا أضحى يحتدى به من طرف باقي الأقاليم"، قبل أن تعلن هذه الجمعيات عن تضامنها مع "مؤسسة المجلس البلدي"، التي يرأسها عبد الوهاب بلفقيه، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، منذ 2003. الرد لم يصدر هذه المرة عن هيئات حزبية أو مدنية بل جاء من "السماء" مع أولى الزخات المطرية التي شهدتها المدينة يومي السبت والأحد، وبحسب ما عاينت "الرأي"، فقد تحولت معظم شوارع المدينة إلى وديان دقائق فقط على بدء التساقطات، مما تسبب في عرقلة حركة السير والجولان. وأثناء تجول جريدة "الرأي" المغربية في المدينة عاينت أيضا كارثة بيئية تهدد صحة وسلامة المواطنين في غفلة من المسؤولين، بعد انفجار بالوعات الواد الحار، على مقربة من أحياء سكنية مهمشة، لم يصلها من التنمية سوى الوعود التي تتكرر مع كل استحقاق انتخابي، في الوقت الذي خصص فيه المجلس البلدي اعتمادات مالية ضخمة ناهزت 174 مليار سنتيم ل "مشاريع" ظلت مغلقة أو متعثرة أو غير ذي جدوى للمواطنين. من جهة أخرى، عبرت هيئات حزبية وحقوقية بالمدينة في تصريحات متفرقة ل"الرأي" عن استغرابها من توقيع جمعيات توجد خارج النفوذ الترابي للجماعة الحضرية لكلميم على بيان تضامني مع رئيس المجلس، معلقة في ذات الوقت على مضمونه بالقول "يبدو أن التنمية التي يتحدث عنها البيان لا وجود لها إلا في مخيلة الموقعين عليه، أما الواقع فيقول العكس تماما"، لاسيما وأن المدينة "تحولت لمطرح كبير للنفايات بسبب ما بات يعرف محليا بفضيحة التدبير المفوض." جدير بالذكر أن هيئات حقوقية وجمعوية نظمت ندوة بالرباط يوم الأربعاء الماضي بمقر الهيئة الوطنية لحماية المال العام، بسطوا خلالها تقارير حول الاختلالات التي عرفتها مشاريع رخص لها رئيس المجلس البلدي لكلميم لمنفعة شخصية، داعيين إلى تقديم المتورطين في ملفات الفساد بالإقليم إلى العدالة. وسبق لعبد العزيز أفتاتي، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية أن فجر قنبلة في البرلمان، تعقيبا على المصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، باتهامه لرئيس المجلس البلدي لكلميم ب"ابتزاز المقاولين" وبتسيير المجلس على "طريق العصابات".