لا شك أن قرار إعفاء بن كيرا من رئاسة الحكومة خلف حسرة وجدلا كبيرا في أوساط الشعب المغربي الذي عبر باستيائه لذلك، لكن لم تكن بالحدة التي خلفها بعد تشكيل العثماني لأغلبية حكومية في غضون خمسة عشر يوما بعد تعيينه ، مكونة من ستة أحزاب بما فيهم الإتحادين الدستوري والإشتراكي… ضاربا بذلك عرض الحائط كل الشروط التي ناضل بن كيران لأجلها مدة خمسة أشهر أو يزيد.. وبهذه الخطة والطريقة الذكية التي نفدت بإحكام حاولت الدولة إجهاض حلم الشعب وإقبار الإنتقال الديمقراطي الذي عقد عليه أماله مع صعود الإسلاميين سنة 2011.. في ظل ما يسمى إذاك بعاصفة الخريف العربي وحركة 20 فبراير المغربية…وخصوصا ما واكبته الدولة من تعديلات تشريعية تجلت في دستور 2011. لكن ماذا تحقق بعد خمس سنوات من حكم الإسلاميين ؟ كل يعبر بشاكلته عن ماذا تحقق !! ولعل أبرزماتحقق هو ربح وعي جانب غير يسير من أبناء الشعب بالطبيعة السياسية التي يعيش عليها أو بالأحرى طبيعة السلطة السياسية المغربية….وقد كانت لكاريزما بن كيران دور كبير في هذا..لذا تقبل الشعب الأمر بسهولة وانخرط في التصويت لبن كيران بكثافة لولاية ثانية ..وواكب الحزب هذه الرغبة التي كانت لديه كما المواطن بمؤتمر استثنائي جعل بن كيران على رأس الحزب لولاية ثالثة خولت له البقاء على رأس الحكومة لولاية ثانية.. لكن كل هذه الأشياء ها لم يعد لها اعتبار بعد ما حاولة هذا الأخير الصمود لأول مرة بشكل صارخ ومباشر في وجه المخزن..عندها أدرك الشعب إذ حقيقة القدر الذي يلازمه ، هذا القدر الذي لا يتغير بالدعاء ولا أي شيء آخر ..إلا أن يستجيب هو نفسه أي( القدر) لقول الشاعر التونسي أبا القاسم الشابي "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر" وماذا كانت ردة فعل الشعب في كل هذا ؟ إن الدولة هي أعلم بشعابها ورعاياها..إنها تستعمل معهم عدة آساليب لم أجد لها تعريفات في المعاجم السياسية ولا إطروحات ومواقف عند الفلاسفة إنها تقوم بخطوات استبدادية دكتاتورية في خرق صارخ وصريح لما سموه عندهم بمكتسبات 2011 الدستورية .. وماذا ننتظر من شعب بئيس قدره؟ .. هل الخروج للشارع..؟؟ وماذا عن العثماني ..هل هو ضعيف الشخضية؟ ألم يكن من الأفضل و الأقوم أن يفعل مثل ما فعله بن كيران..وينتظرحتي يتدخل ملوك القصر ليحكموا بينهم فيما كانوا فيه يختلفون ثم لا يجدوافي أنفسهم حرجا مما قضوا ويسلموا تسليما .