أشاد المحلل السياسي المختص في القضايا الجيوستراتيجية، الشرقاوي الروداني، بالمقدرات التي يتمتع بها المغرب في مجال مواجهة الإرهاب، معتبرا أنه المملكة هي "الحصن الأخير" ضد الجماعات الإرهابية. وقال الشرقاوي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه "يمكن اعتبار المغرب الحصن الأخير ضد الجماعات الإرهابية، وذلك بالنظر إلى موقعه الجيوستراتيجي والجيوسياسي، وفي ضوء التطورات التي تشهدها البلدان المجاورة له". وأضاف المحلل السياسي أن الوضع الكارثي الذي تشهده ليبيا والحدود الجزائرية التونسية، من خلال التواجد القوي لمجموعة "أنصار الشريعة"، "يحتم على السلطات المغربية اتخاذ كافة الإجراءات من أجل مواجهة تهديدات محتملة". ودعا إلى ضرورة وجود تنسيق في ميدان السياسة الأمنية وقاعدة للتعايش المستدام بالمنطقة المغاربية، معتبرا أن عدم توفر هاذين الأمرين سيطرح صعوبة في مواجهة المجموعات المتطرفة الممثلة في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، و"حركة التوحيد والجهاد" بإفريقيا الغربية، على ح تعبيره. وفي سياق متصل، اعتبر الشرقاوي الروداني أن هشاشة بعض دول المنطقة وعدم توفرها على قواعد عسكرية مجهزة بما فيه الكفاية، يجعل من الصعب مراقبة الحدود التي يسهل اختراقها. وأكد الشرقاوي الروداني أن توفر المجموعات الإرهابية على أسلحة فتاكة، يشكل مصدر قلق حقيقي بالنظر إلى تاريخ المنطقة، مبرزا في هذا السياق أن المغرب لديه كل الأسباب لتعزيز أمنه واستقراره.وأضاف أن الإرهابيين ينهجون إستراتيجية تهدف إلى زرع الرعب والفوضى في المناطق التي لا تتوفر على وسائل الدفاع، مؤكدا أن هذا الأمر يتطلب وعيا لدى الدول التي يمكن أن تجد نفسها في وضع يهدد استقرارها وأمنها. وأشار إلى أن الحلقة الضعيفة اليوم بالمنطقة المغاربية تتمثل في ليبيا، معتبرا أن تفاقم الوضع في هذا البلد قد ينقل العدوى إلى بلدان مغاربية أو إفريقية أخرى. وأكد المحلل السياسي المغربي أن إفريقيا في حاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى تجميع جهودها لرفع التحديات ومواجهة هذه التهديدات، وخلص إلى القول إنه يتعين على المجتمع الدولي تحمل مسئولياته عبر وضع آليات لدعم الدول المغربية في مواجهة الإرهاب.