اعتاد العالم المتمدن أن يخلد في 8 مارس من كل سنة ما يسميه باليوم العالمي للمرأة وهناك من أوغل فيه وسماه بعيد المرأة، هذا اليوم الذي يشكل فرصة ومناسبة للحديث عن أوضاع المرأة عن حقوقها المهضومة و واقعها المعيش، عن غزو العقلية الذكورية في المجتمعات المتخلفة وعن ضرورة تحريرها من الأغلال الموضوعة في عنقها، في هذا اليوم تجد قنواتنا الإعلامية تدندن طوال اليوم بالحديث عن المرأة تجرد إنجازاتها وما حققته بلادنا من تقدم على مستوى الحقوق النسوية وغير ذلك كثير ونجد شركاتنا الموقرة تخلد هذا الحدث هي الأخرى فتقدم عروض سخية تحث شعار لك سيدتي، وتزين لوحاتها الإعلانية بصور نسوة مبتسمات وفي غاية الجمالية…. في هذا الوقت بذات والعالم يخلد هذه المناسبة دعونا نذكر العالم المتمدن والمتخلف أن من أكبر ما يسيء للمرأة استعراضها في الأفلام الإباحية على هيئة ذلك الجسد الذي لم يخلق إلا لتفرغ من خلاله شهوة الرجل، تلك الأفلام يا سادة التي تنفق عليها تقريبا 3.075.64 دولار ويقدر معدل زيارة المواقع الإباحية التي يبلغ عددها 4,2 مليون موقع بمليون زائر شهريا 100000 موقع منها تعرض الشذوذ الجنسي عند الأطفال. تلك المواقع وتلك الأفلام وتلك الشركات التي تقف خلفهم هي من تسيء على المرأة هي من يجب الوقوف في وجهها هي من تجعل من المرأة آلة جنسية لإشباع الرغبات بطرق هستيرية، تلك الأعمال هي من تخرج المرأة من كينونتها وتجعل منها مجرد جسد تلك هي الأحق بالمحاربة والمواجهة تلك هي الأحق بأن نخصص لها حيز من إعلامنا ومن نضالنا تلك هي الأحق بأن تتوجه لها الأنظار وتحارب. أيها العالم دور الدعارة هي أكثر ما يسيء إلى المرأة، تلك الدور التي أصبحت تشكل عالم وتشكل اقتصادا ومجالا مشجعا على الاستثمار فحسب حصائيات الأممالمتحدة، تعرف سوق الدعارة كل سنة انضمام أربعة ملايين امرأة ومراهقة إلى هذه التجارة بينما لجنة حقوق المرأة في البرلمان الأوروبي فتقدر عدد اللاتي يدخلن أوروبا الغربية بغرض الاتجار الجنسي بنصف مليون امرأة ويصل العدد الكلي "للمومسات" في العالم خمسين مليون امرأة، وهو ما يشكل جيش لدعارة على المستوى العالم، وكثيرا ما أصبحنا نسمع أصوات تدعوا إلى تقنين الدعارة بدل التصدي لها نظرا لمساهمتها في الاقتصاد الوطني هؤلاء الذين يرغبون في النهوض باقتصادهم الوطني على حساب جسد المرأة هم من يحتفلون اليوم بيوم المرأة أليس هذا هو غاية النفاق؟ ما يسيء إلى المرأة هي تلك الإعلانات التي تعرضها الشركات وتقدم فيها جسدها لإستعارض المنتوج، تلك الإعلانات وما أصبحت تسمى بمهنة عارضة أزياء هي من تنشر ثقافة أن المرأة جسد غير أنها تنشرها بقالب مزين تحت شعار التحرر والحرية الشخصية وتحت مسمى ولوج المرأة سوق الشغل، هي من تروج هذه الثقافة وهي ذاتها من تدعوا إلى التصدي لها إنها كما يقول المثل المغربي:" يبيع القرد ويضحك على من يشريه" فتقديم المرأة في ذلك القالب شيء من التحضر والتقدم والنظر إليها بما تحيه إعلاناتهم شيء من التخلف. ما يسيء إلى المرأة هي تلك الانتقائية في الاحتفال الذي يرتكز على المرأة المتحضرة التي تصلها عدسات الكميرا أما تلك النسوة البئيسات في القرى والمداشر لا من يحتفل بهن، لا من يصل إلى هناك، لا من يهدهن ورود ولا يقول لها عيد سعيد. تلك الخادمة في البيوت التي تخرج ربت البيت المتمدرسة للاحتفال وتضع لها لائحة بقائمة الأشغال تلك التي لا تعرف لا عيد المرأة ولا ما سواه من يحتفل بها. أيها العالم أما أن الأوان أن نشعر بالخجل ونتخلص من نفاقنا؟ ألم يحن الوقت لنصف المرأة في تعاملنا وفي تفاعلنا معها؟ المرأة ليست يوم وليست جسد وليست بضاعة، المرأة فكر وكيان فكما من النفاق.