أكدت منظمة تونسية متخصصة بالشفافية أن الرئيس الباجي قائد السبسي أنجز خلال عامين من حكمه ثلث وعوده الانتخابية فقط، وهو ما فندته رئاسة الجمهورية التي اعتبرت أن نسبة الإنجاز تجاوزت 80 في المئة. وأصدرت منظمة «أنا يقظ» تقريرها الصادر عن مرصد «سبسي ميتر» المتخصص بمتابعة نشاط رئيس الجمهورية، حيث أكدت أن قائد السبسي، بعد مرور سنتين على حكمه، أنجز ثلث وعوده الانتخابية (33 في المئة) وأخلّ بخمسها (20 في المئة)، مشيرة إلى أن أبرز الوعود المنجزة تتعلق بالدبلوماسية الاقتصادية والشؤون الخارجية، في ظل وجود «أداء ضعيف على مستوى تحقيق الوعود المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية». ولاحظ التقرير أنه «لم يتم احترام أصوات الناخبين الذين اختاروا برنامجا انتخابيا تم استبداله بعد أقل من سنتين بوثيقة قرطاج واللجوء لحكومة وحدة وطنية. ورغم تعهده الأخلاقي بأنه سيكون رئيسا لكل التونسيين، إلا أن المبادرة التشريعية الوحيدة الواردة من قصر قرطاج إلى باردو أبت إلا أن تقسم الشارع التونسي إلى نصفين، إذ مازالت مؤسسة رئاسة الجمهورية تصر على تمرير مشروع قانون المصالحة الاقتصادية والمالية في أشكال مختلفة وبغطاء مريب رغم سقوط المبادرة في مناسبتين رضوخا لرد فعل الشارع». وأضاف «لم تمنع استقالة السيد الباجي قائد السبسي من رئاسة حزب نداء تونس (حسب ما يقتضيه الدستور) من مشاركته في مؤتمر الحزب الاستثنائي سوسة الذي تم عقده لرأب الصدع داخله. تدخل السيد الرئيس حتى في التعيينات داخل الحزب في محاولة لإنقاذه مم يعد خرقا دستوريا واضحا، واستغلالا لمنبر لإعلامي عمومي لإضفاء طابع الوطنية على مشاكل حزبه السابق (كما أن ) أداء رئيس الجمهورية المتميز (على المستوى الكمي) فيما يتعلق بالعلاقات الدولية والسياسة الخارجية والتسويق لتونس كتجربة ديمقراطية ناجحة إضافة للمساعي لجلب استثمار أجنبي يحرك عجلة الاقتصاد ويحل معضلة التشغيل، لم ينعكس إيجابا لحد الآن على أرض الواقع فالاحتجاجات الموسمية في يناير/ كانون الثاني من كل سنة لم تتوقف، فلتكن بوصلة الأداء هي رضا المواطنين». ودعت المنظمة مؤسسة رئاسة الجمهورية إلى «مزيد من الشفافية والعمل على تقييم نفسها دوريا، وعدم الانسياق وراء سيل الوعود المناسباتية، واتباع بوصلة رضا المواطنين وخاصة الشباب لتفعيل ما وعد به السيد الرئيس من انفتاح أكثر على مشاغل الشباب وسعي لتلبية مطالبه المشروعة». بدورها، فندت الرئاسة التونسية ما ورد في تقرير «أنا يقظ»، حيث أكد الناطق باسمها رضا بوقزي في تصريح إذاعي أن «نسبة إنجاز الوعود الانتخابية لرئيس الجمهورية تجاوزت 80 في المئة، وذلك بعد التّثبت في الإحصائيات التي نشرتها «أنا يقظ» على موقعها»، مشيرا إلى أن «طريقة تقديم الأرقام هي التي أدت (عن قصد أو عن غير قصد) إلى نوع من اللغط لدى الرأي العام وخاصة في صفوف مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي». وأضاف «عوض أن تقدم المنظمة رقما شاملا قامت بتقسيمه، وكأنها أرادت التقليص من أهمية هذه النتائج والمهم أن رئيس الجمهورية يثمن ما تقوم به منظمات المجتمع المدني في مراقبة السلطات، وهذا يساهم في مواصلة دعم البناء الديمقراطي الذي نعمل على تأسيسه في تونس». واعتادت «أنا يقظ» في السنوات الأخيرة على مراقبة عمل السلطة التنفيذية (رئاستي الجمهورية والحكومة)، حيث أطلقت مؤخرا مرصد «الشاهد ميتر» لتتبع أداء رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد، فضلا عن متابعة وعود رؤساء الحكومات التونسية السابقة. نقلا عن القدس العربي