ردا على محمد جبرون الذي دعى إلى أن يبادر حزب العدالة والتنيمة إلى تغيير عبد الإله بنكيران من رئاسة الحزب من أجل "تلطيف الأجواء"، إستعانت البرلمانية آمينة ماء العينين بمثال أداة "الملاسة" التي يستعملها أهل البناء لجعل الحائط أملسا بعد وضع خليط الاسمنت عليه يسمى بالدارجة "المرطوب"، وأن عبد الإله بنكيران يُقاوم هؤلاء "الملاسة". وحذرت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية في تدوينة لها، مما "يروج البعض حاليا أن "شخص"بنكيران هو الذي أصبح مشكلا و ليس حزبه في حد ذاته،و بدأ "المنظرون" يطورون "النظرية" ضمانا لمزيد من الامتداد، وأنه ليس الخطر في بناء "النظرية الجديدة" من خارج الحزب في اطار الصراع السياسي و لعبة المواقع، الخطر الحقيقي يكمن في بداية تسريب "النظرية المصيدة" لداخل الحزب، و الأخطر أن يتلقفها المبررون بوعي أو بغير وعي. وأضافت عضوة المجلس الأعلى للتعليم، أن "عبد الاله بنكيران شخص وطني مناضل متمسك بثوابت بلده و مدافع شرس عنها،خدم بلده باخلاص طيلة مساره السياسي، هو شخصية مرن قدم من التنازلات و التضحيات ما جعله ميسرا حقيقيا للتوافقات،بذل مجهودا لاقناع اعضاء حزبه بها قبل اقناع الآخرين، وأن كل القرارات التي اتخذها هي قرارات هيئات الحزب التي يتحمل الحزب مسؤوليتها كاملة". وأوضحت البرلمانية، أن "الملاسة لا تحب نتوءات أو الأجسام التي ترفض الاندماج الكامل و السلس ليصبح الحائط في صورة واحدة و قالب واحد لا اختلاف فيه، بالضبط مثل المبرد الذي يرفض الزوايا حيث يجعل الأجسام تتدحرج بسهولة و يسر و دون مقاومة". وتابعت بالقول، "لقد طور النسق السياسي المغربي المعقد آليات متعددة هدفها كما "الملاسة" و "المبرد" هو التنميط الكامل و توحيد الشكل و اللون، هذا النسق يرفض السياسي المناضل المختلف الذي يسعى الى الاحتفاظ بقدر من الاستقلالية، نسق يرفض ربط السياسة بالنضال". وأكدت المتحدثة ذاتها، أن النسق السياسي "نجح عبر آليات الترهيب و القمع في فترات سابقة في ترويض النخب السياسية المعارضة أو المقاومة،ثم انتقل الى آليات الاغراء و هي أقل تكلفة و أنجع أثرا حيث تتسلل لا شعوريا الى الأشخاص (باختلاف انتماءاتهم) فتمارس عليهم نوعا من الاستحواذ الناعم اللامرئي". ودعت ماء العينين، "فلا داعي لشخصنة الصراع، ولا داعي لتسرع المتسرعين، مصلحة الوطن لا تقتضي التأزيم كما لا تقتضي تبرير التأزيم أو تسويغه، لا تضببوه بعدما صار واضحا، هو صراع بين قوى برهانات مختلفة، وتبقى الملكية مؤسسة ضامنة بأفق وطني لا داعي لاقحامها في الصراع بأي وجه من الأوجه".