قال المقرئ الإدريسي أبو زيد ،المفكر والداعية المغربي المعروف إن المجتمع المغربي في حاجة إلى إعلام إنارة وليس إعلام إثارة ،إعلام يساهم في تشكيل الوعي وليس تزييفه، مشيرا إلى الدور الخطير الذي تلعبه الدعاية في تأجيج الأوضاع من خلال نشر الأخبار الكاذبة. كما تطرق المفكر لتطور مصطلح الإعلام في المجتمع المغربي. وأبرز أبو زيد في محاضرة ألقاها مساء الجمعة تحت عنوان "الإعلام و المجتمع" بقاعة الندوات بجهة كلميم-السمارة، الدلالة المتناقضة لمصطلح "تغطية"، حيث يمكن أن تشير إلى معنيين متناقضين،"حجب الخبر" أو "نشر الخبر"، مشيدا في ذات الوقت بالدور الإيجابي لوسائل الاتصال الحديثة،التي انتقلت بالجمهور من مرحلة "استهلاك الخبر" إلى التفاعل معه والمشاركة في إنتاجه وتداوله. وقال أبو زيد "إن الإسلام يختلف عن الغرب في منظور كل منهما للإعلام، مشيرا إلى أن الدول المعاصرة بنيت على التحكم في القرار عبر السيطرة على العقول و اختراق المجتمعات، بخلاف الإسلام الذي نظر للإعلام نظرة خاصة، وهي زاوية التثبت من الخبر"، لأن أصل الداء حسب المقرئ "هو أن تكون لديك أجهزة إعلامية غير ذات مصداقية، أي منحرفة." ونبّه المحاضر في ختام مداخلته التي دامت زهاء ساعتين ونصف وحضرها شباب و نساء وشيوخ إلى ضعف مواكبة الآباء لأبنائهم خلال مشاهدة وسائل الإعلام، معتمدا في ذلك على دراسة أعدها باحث مغربي ونشرت تحت عنوان "الأسرة المغربية والتلفزيون"، حيث لا تتجاوز نسبة مصاحبة ومراقبة الأبناء ومناقشة ما يشاهدونه 10 في المائة فقط.