على إثر ظهور نتائج انتخابات السابع من أكتوبر الجاري، والتي بوأت حزب العدالة والتنمية مركز الصدارة ب 125 صوتا، فحزب الأصالة والمعاصرة ب 102 صوتا، "اضطر" الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، إلى التنحي من منصب الرجل الأول في حزب "الحمامة"، بعدما تراجعت نتائج حزبه مقارنة مع تشريعيات 25 نونبر 2011 بحوالي النصف. وأعلن مزوار عن استقالته من قيادة التجمع الوطني للأحرار بعدما فقد 19 مقعدا دفعة واحدة مقارنة مع نتائج انتخابات 2011، حيث حصل على 37 مقعدا في 7 اكتوبر 2016، مقابل 52 حازها في انتخابات 25 نونبر 2011. وربطت مصادر متطابقة استقالة صلاح الدين مزوار بما وصفته ب"الانهيار المدوي" لواحد من الأحزاب "الإدارية" العريقة، مقارنة مع تقدم حزب إداري جديد هو الأصالة والمعاصرة، الذي يظهر أنه أكل من شعبية الأول، كما أكل من أصوات بعض الأحزاب الوطنية، باستثناء حزب العدالة والتنمية. ويرى محللون سياسيون ان استقالة مزوار ستدفع قواعد أحزاب أخرى سجلت تراجعا كبيرا في نتائجها في انتخابات السابع من أكتوبر الجاري، إلى "الضغط" على زعمائها من أجل النسج على منواله وتقديم استقالاتهم. صدى ذلك نجد على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث أطلق نشطاء حملات تطالب كلا من الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، والامين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، ونبيلة منيب، الأمينة العام لحزب اليسار الاشتراكي الموحد،بالاستقالة من رئاسة أحزابهم، بسبب النتائج "المذلة" التي حصلوا عليها في تشريعيات أكتوبر 2016. وتراجعت نتائج حزب "الوردة" إلى 20 مقعدا في أكتوبر 2016 فقط، بعدما كانت 39 مقعدا في نونبر 2011، أي أنه فقد 19 مقعدا في ظرف 5 سنوات. أما حزب الاستقلال العريق فانهار من 60 مقعدا عام 2011 إلى 46 مقعدا فقط في 2016، أي أنه فقد 14 مقعدا في ظرف 5 سنوات. المطالبة بالاستقالة، اتجهت سهامها أيضا نحو نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب اليسار الاشتراكي الموحد، ومنسقة فدرالية اليسار الديمقراطي، التي فشلت في الحصول على مقعد في اللائحة الوطنية، فيما نالت الفدرالية مقعدين فقط عن اللوائح المحلية. لكن على ما يبدو، فلا إدريس لشكر، ولا حميد شباط، ولا نبيلة منيب، مستعدون لمغادرة كراسيهم في رئاسة أحزاب، بل لشكر وشباط يتحركان من أجل الحصول على حقائب وزارية في الحكومة التي كلف الملك محمد السادس، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، برئاستها وتشكيلها لولاية ثانية على التوالي.