يرتقب أن يحتضن المغرب الملتقى الدولي الأول حول التدبير المندمج والمستدام للنفايات، تنظمه وزارة الداخلية والوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة يوم 20 يونيو الجاري، بالمركز الدولي للمحاضرات بالصخيرات. الملتقى يهدف، حسب ورقته التأطيرية تتوفر "الرأي" على نسخة منها، إلى تقييم وتثمين مكتسبات إصلاح قطاع تدبير النفايات المنزلية بالمغرب، وكذا تدارس عوامل تطويره على الصعيد المالي والتقني مع إدماج الإستراتيجية الجديدة في هذا المجال والمتعلقة خصوصا بتنظيم القطاع الغير المهيكل المتعلق بفرز وتدوير النفايات، أخدا بعين الاعتبار الرؤية المستقبلية لتنمية هذا القطاع في إطار اللامركزية وتعميق الحكامة المحلية. ويعد هذا الملتقى، تقول الورقة، فرصة سانحة لتقييم الانجازات والتحديات والرهانات المستقبلية للبرنامج الوطني للنفايات المنزلية، كما يشكل فرصة للتشاور بين كل الفاعلين في هذا المجال من أجل وضع خارطة طريق لتدبير النفايات على المدى البعيد لهذا البرنامج، تأخذ بعين الاعتبار جميع الإكراهات وكذا متطلبات هذا القطاع. وسيشارك في الملتقى ذاته أكثر من 300 مشارك، يمثلون القطاعات الوزارية المعنية والجماعات المحلية والجمعيات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية والباحثين، كما ستتم دعوة ممثلي حكومات بعض الدول الأوربية والإفريقية. يذكر أن البرنامج الوطني للنفايات المنزلية الذي تم إطلاقه سنة 2008، حقق انجازات ذات آثار ايجابية مهمة على البيئة تمثلت في جمع بطريقة احترافية حوالي 80 % من النفايات المنزلية، وتهيئة 44 مطرحا عشوائيا، ورفع نسبة طمر النفايات في 15 مطرحا مراقبا منجزا حاليا إلى 37 % عوض نسبة 10% التي كانت قبل سنة 2008. ومن بين أهدافه الرفع من نسبة جمع النفايات إلى مستوى 85 % سنة 2016 و 90% سنة 2020 والوصول إلى 100% بحلول 2030، وانجاز مطارح مراقبة للنفايات المنزلية والمماثلة في كل المراكز الحضرية سنة 2020، بالإضافة إلى إعادة تأهيل كل المطارح غير المراقبة بحلول سنة 2020. ورغم الانجازات المذكورة، تدبير النفايات المنزلية مازال يعرف إكراهات كبرى تتجلى، حسب مهتمين، في تواجد ما يناهز 200 مطرحا عشوائيا لم يتم تهيئتها بعد، مما يشكل خطرا كبيرا على المجال البيئي والموارد المائية وقطعان الماشية التي ترعى بها، وكذا على صحة العاملين بهذه المطارح وعلى الساكنة المجاورة بشكل عام، خصوصا أن هذه المطارح تستقبل أيضا النفايات الطبية والصناعية الخطرة.