دعا الملك محمد السادس، اليوم السبت بتونس، إلى ضرورة ترجمة الإرادة المشتركة للشعبين المغربي والتونسي إلى مشاريع مهيكلة وواعدة، وخاصة في المجالات ذات الأولوية، وذلك على درب تعزيز أواصر الأخوة والتعاون والتضامن بين البلدين، مؤكدا في سياق متصل على أن اندماج دول المغرب العربي في نظام موحد «ليس اختياريا أو ترفت سياسيا». المواطن يجب أن يكون في صلب الإصلاحات وقال العاهل المغربي، في خطاب ألقاه أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي التونسي، قبل قليل، إنه في إطار هذا التعاون ينبغي أن يوضع المواطن في صلب التوجهات، وأن تتم معالجة قضايا التنمية البشرية في إطار مقاربة شاملة ومندمجة، ولاسيما ما يتعلق بالتعليم والتكوين والتشغيل والصحة والمرأة والشباب. ودعا إلى بناء علاقات تعاون مثمر بين البلدين، وجعلها نموذجا يحتذى في العلاقات المغاربية، مؤكدا أن "الاستثمار الأمثل للعلاقات المتميزة المغربية التونسية سيشكل، بالتأكيد، التجسيد الواقعي والعملي للتكامل المغاربي". التأكيد على دعم المغرب للإصلاحات التونسية وفي سياق متصل، جدد العاهل المغربي التأكيد على دعم المملكة المغربية للجهود المبذولة من أجل توطيد دعائم الدولة بتونس، مشددا على أن مواصلة الإصلاحات في مختلف المجالات هو السبيل الأمثل، لتحقيق آمال وتطلعات جميع التونسيات والتونسيين. المغرب العربي "ليس اختياريا أو ترفا سياسيا" ودعا ملك االمغرب، في الخطاب ذاته، دول المغرب الكبير إلى التحلي بالإرادة الصادقة لتجاوز "العقبات والعراقيل المصطنعة التي تقف أمام الانطلاقة الحقيقية لاتحادنا، في إطار من الثقة والحوار وحسن الجوار والاحترام المتبادل للخصوصيات الوطنية". وجدد التأكيد على أهمية انبثاق "نظام مغاربي جديد، على أساس روح ومنطوق معاهدة مراكش"، مؤكدا جلالته قوله " ما فتئنا ندعو، منذ سنوات، إلى انبثاق نظام مغاربي جديد، على أساس روح ومنطوق معاهدة مراكش التأسيسية ، التي أكملت عامها الخامس والعشرين". وشدد على أنه "لم يعد أمرا اختياريا، أو ترفا سياسيا" بقدر ما أضحى يفرض نفسه كمطلب شعبي ملح وحتمية إقليمية استراتيجية، مؤكدا على أن "هذا النظام سيتيح للدول الخمس مواكبة التحولات المتسارعة التي تعرفها المنطقة، وفق مقاربة تشاركية وشاملة، كفيلة برفع مختلف التحديات التنموية والأمنية". * المصدر: و م ع