ما إن أُعلن عن قرار ترشيح الأستاذ حماد القباج لانتخابات 7 أكتوبر المقبل، حتى قامت الكتائب المعلومة بحملة منسقة من الصراخ والعويل والكذب والتهويل، ضد هذا الترشيح وهذا المرشح. - يصفون الأستاذ القباج بالتكفيري والمتطرف، ولم يقدموا لنا جملة واحدة من كلامه تكفر شخصا أو هيئة، أو تثبت تطرفه الذي يقصدونه. أما إذا كانوا يقصدون بالتطرف وسطيةَ الإسلام المجسدة في منطوق القرآن والسنة، وفي فهم العلماء الراسخين المعتبرين، فلا شك أن الشعب المغربي كله سيصبح متطرفا، وهو ما يصفونه به مرارا. - ويتهمونه بأنه سلفي، وقبل حوالي سنة عقد المجلس العلمي الأعلى بالمغرب مؤتمرا وطنيا، ليثبت فيه أن المغرب كله سلفي منذ قرون وقرون. وأن أئمته الدينيين وزعماءة السياسيين ومجاهديه الاستقلاليين، كلهم كانوا على السلفية الوطنية، وكانوا هم أنفسهم ثمرة من ثمراتها الطيبة. وقد ألف أخونا الأستاذ حماد القباج كتابا شيقا عن أحد الرموز النموذجيين للسلفية الوطنية المغربية، واسم الكتاب: (حياة شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي: العالم المفكر والمصلح المناضل). ومعلوم أن هذا العلامة المجاهد قد ختم حياته مناضلا في صفوف حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية... - ومنذ شهور، وإلى أيامنا هذه، تتوالى الأخبار عن تسابق الأحزاب لترشيح عدد من السلفيين المفرج عنهم في لوائحها، رغم التهم الخطيرة التي حوكم بها هؤلاء السلفيون. ولم تقم القيامة، ولا قام صرخ ولا عويل. - وسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي أن رشح بمدينة طنجة العلامة المحدث الأصولي الشيخ عبد العزيز بن الصديق رحمه الله. وسبق لحزب آخر أن رشح ابن أخيه الفقيه الشيخ عبد الباري الزمزمي بن الصديق رحمه الله بمدينة الدارالبيضاء... فلماذا جُنَّ جنون القوم ضد ترشيح الأستاذ القباج بالذات..؟! هل لأنه الأكثر اعتدالا واتزانا وعقلانية؟ أم لأن الذي رشحه هو حزب العدالة والتنمية، وليس حزبا آخر؟.