كشف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، لأول مرة، قصة دور سلاح القاعدة الأمريكيةبالقنيطرة المسرب في مواجهة الاستعمار بعدد من مدن المملكة، وكيف حسمت مواجهات بين مقاومين مغاربة وجنود فرنسيين بواسطة هذا السلاح. وقال لكثيري، إن رجالات الحركة الوطنية بالقنيطرة والموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال بهذه المدينة، كانوا وراء تزويد المقاومين بمختلف جهات المملكة بالأسلحة الأمريكية، خاصة بالرباط وسلا والبيضاء وفاس ومكناس. وأكد المندوب السامي أمس الاثنين بفضاء المكتبة الوطنية بالرباط، وهو يدشن الانطلاقة الرسمية لأنشطة "مؤسسة مشيش العلمي" الممتدة من 26 ماي الجاري إلى 15 شتنبر،"أن القنيطرة لعبت دورا كبيرا في معركة التحرير وان المستعمر كان يضرب لها ألف حساب، على اعتبار توفر السلاح في يد المقاومين المسرب من القاعدة الأمريكيةبالقنيطرة ". واعتبر مصطفى لكتيري، وهو يقص إلى جانب الدكتور مصطفى مشيش وإدريس خروز مدير المكتبة الوطنية وشخصيات مرموقة ومقاومين، شريط هذا المعرض الثقافي والتاريخي، "أن المعرض يعد بمثابة كتاب مفتوح على ذاكرة القنيطرة خلال النصف الأول من القرن العشرين وإلى غاية عهد الاستقلال". وصرح المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير للصحافة قائلا، "إننا اليوم أمام تاريخ جيل مقاومة ومدينة مناضلة وجهة مجاهدة"، معتبرا" أن المعرض هو مجهود توثيقي كبير لتاريخ مدينة القنيطرة، ومناسبة للوقوف على مسار مدينة القنيطرة منذ عهد الاستعمار من خلال وثائق وخرائط وصور ناذرة". واعتبر المشاركون في افتتاح هذا المعرض، الذي تنظمه "مؤسسة مشيش العلمي" أن اللوحات المعروضة هي كنز تاريخي يوثق جانبا من التراث الجماعي لمدينة القنيطرة، ومساهمة كبيرة في حفظ الذاكرة الوطنية بهذه المدينة". ولفت انتباه ضيوف المعرض، صور تؤرخ لجانب من تاريخ الوجود الفرنسي وذاكرة الميناء التجاري وميناء البحرية الفرنسية والميناء النفطي والسكة الحديدية والتعمير والمباني السكنية والبنايات الإدارية الأولى بالمدينة. وعرت بعض الصور المعروضة وجها من معاناة مدينة القنيطرة من ضياع وإهمال" جزء من تراثها الجماعي" ولاسيما ما يتعلق ببعض المواقع والبنايات التي ظلت تعد علامة مميزة للمدينة ورمز شهرتها وجاذبيتها.