يبدو أن فضائح برنامج «رشيد شو» الذي تقدمه القناة الثانية (الدوزيم) مستمرة، فبعد بث البرنامج لخريطة المغرب مُجردا من صحرائه، عاد البرنامج ل"إهانة" مُوظفي قطاع الصحة في حلقة يوم الجمعة الماضي، التي استقبلت الممثل والمخرج إدريس الروخ. وأثارت الحلقة غضب وزير الصحة، الحسن الوردي، الذي اشتكى البرنامج إلى كل من وزير الاتصال، مصطفى الخلفي، والمدير العام للقناة الثانية، سليم الشيخ، وكذا إلى رئيس الهيئة العليا للسمعي البصري، امينة لمريني الوهابي. ووفق ما تضمنه الشكايات الثلاث الموجهة للمسؤولين المذكورين من طرف الوردي، واطلعت "الرأي" على فحواها، فإن "بداية" حلقة "رشيد شو" للجمعة الماضية "تضمنت إساءة واضحة إلى مهنيي قطاع الصحة، وخصوصا فئة الممرضين والممرضات". واستهلت الحلقة، يُضيف نض الشكايات، "بسخرية قاسية جارحة في حق الممرضين والممرضات، بل في حق كل مهنيي الصحة"، مضيفة أن رشيد العلالي، مقدم البرنامج "وجه لهم تهما مجانية ورخيصة، في غياب أي صلة للبرنامج، من قريب أو بعيد، بموضوع الصحة". وأدانت وزارة الصحة "هذا التصرف"، ووصفته ب" الطائش وغير المسؤول والمسفه لرسالة الفن والإعلام النبيلة"، كما اعتبرته "إهانة وإساءة بالدرجة الأولى لفن السخرية ولأعلامه"، وقالت "من غير المعقول أن نسخر من الناس ونحتقرهم من أجل خلق الفرجة عند الآخرين، خاصة حين يتعلق الأمر بفئة مازال قطاع الصحة يعاني من قلة أطرها، تضحي من أجل ضمان خدمات صحية للمواطنين على مدار الأسبوع، ليلا ونهارا، في ظروف قاسية وبإمكانيات متواضعة، بل في أماكن نائية وصعبة الولوج". واعتبر نص الشكايات الثلاث أن حلقة "رشيد شو" التي استقبل فيها إدريس الروخ مارست "تسفيها لجهود هذه الفئة المناضلة وتضحياتها الجسيمة التي يطبعها كثير من نكران الذات والتي تستحق من المغاربة جميعهم عميق التحية والتقدير"، محملة المسؤولية "بالدرجة الأولى إلى إدارة القناة الثانية، خاصة وأن البرنامج مسجل وليس مباشرا، داعية إياها باعتبارها منبرا إعلاميا رسميا، إلى تقديم اعتذار رسمي".