أعطى الملك محمد السادس انطلاقة أشغال بناء معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، أمس الإثنين 12 ماي، بالعاصمة الرباط. ويندرج المعهد، الذي رصدت له استثمارات بقيمة 140 مليون درهم، والموجه لاستقبال الطلبة المغاربة والطلبة المنحدرين من بلدان عربية وإفريقية، في إطار تنفيذ إستراتيجية ترمي إلى تلقين الأجيال الجديدة من الأئمة و المرشدين والمرشدات قيم الإسلام الوسطي، بهدف تحصين المغرب من أخطار التشدد، والحفاظ على هويته القائمة على الاعتدال والانفتاح والتسامح، وكذا تعزيز إشعاعه الديني. وتقوم الإستراتيجية المذكورة حسب بلاغ لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تتوفر "الرأي المغربية" على نسخة منه، على ثلاثة أركان، هي الركن المؤسساتي، والتأطير الفعال، والتربية الإسلامية السليمة والتكوين العلمي الحديث. وتفعيلا لهذا الركن الأخير يقول البلاغ، فإن من شأن إحداث معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، المساهمة عبر برامجه التكوينية، في تكريس الثوابت الدينية والروحية للمملكة، "لاسيما العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والصوفية السنية، وهي ثوابت إسلامية يتقاسمها المغرب مع عدد من بلدان غرب إفريقيا". وأفاد البلاغ ذاته أن المعهد الذي سيشيد على قطعة أرضية مساحتها 28 ألف و687 متر مربع، سيشمل جناح بيداغوجي وإداري، وجناح للإقامة والإطعام، وجناح سوسيو- رياضي. وعلاوة على دوره المتمثل في الحفاظ على الأمن الروحي للمغرب ووحدة المذهب المالكي، يضيف البلاغ، سيمكن المعهد المستقبلي من مواكبة المملكة في تطلعها إلى تعزيز الشراكة مع بلدان غرب إفريقيا، لاسيما بعد الجولة الرأخيرة التي قام بها الملك محمد السادس لعدد من البلدان الافريقية، حيث استجاب للطلبات المتعلقة بتكوين الأئمة والواعظين الدينيين المنتمين لهذه البلدان بالمغرب، "وهكذا، سيوفر هذا المعهد الذي يراد له أن يكون رائدا، بفضل طاقم بيداغوجي وإداري من مستوى عال، تكوينات لفائدة الأئمة المنحدرين من بلدان عربية وإفريقية (تونس، ليبيا، جزر المالديف، مالي، غينيا، الغابون، الكوت ديفوار".