هي صدمة ممنهجة تسقط على رؤوسنا جميعا جراء خبر أورده الإتحاد الدولي لكرة القدم يقول ببرمجة لقاء الطوغو والكامرون عن أولى جولات المجموعة الأولى التي يتواجد بها كل من المغرب والغابون في إطار الإقصائيات النهائية لكأسي العالم وإفريقيا 2010 بأرض غانا كبلد محايد وملعب محايد، كعقوبة صارمة تولى الإتحاد في إصدارها دونما اتزان عاقل في الأحداث التي حصلت بالطوغو في اللقاء الذي خسره التالي بأرضه أمام مالي عن آخر جولات التصفيات التمهيدية المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا بهدفين لصفر شهر أكتوبر الماضي، ونشبت خلاله أحداث لا رياضية هاجم على إثرها الجمهور الطوغولي منتخب مالي، وأصابوا خلالها بعضا من أجود نجوم مالي يتقدمهم الهداف كانوطي وممادو سيدبي، فضلا عن الإعتداءات في حق أنصار المنتخب المالي·· وهو حدث شفع بإيقاف ملعب لومي إلى إشعار آخر دون أن يكون للإتحاد الدولي مرونة في التعامل مع النازلة بتصور يحترم الأحداث المقبلة وأبرزها كان هو قرعة كأس العالم الخاصة بالمنطقة الإفريقية· طبعا كان هذا الإشعار الآخر في توقيته الحالي ضربة موجعة لمجموعة المغرب ولمنتخب الأسود، خاصة كحجر عثرة ما زالت تقف في حنجرة من لا يحترم هويته القارية والعالمية، وبقدر ما يسيء قرار تحول مباراة الطوغو والكامرون إلى غانا بدافع إصدار القرار في هاته اللحظة بالذات، بقدر ما يعطي الإمتياز الأتوماتيكي للكامرون معنويا ونفسيا لاجتياز عقبة الطوغو بغانا بعيدا عن ضغوط جماهير واستقبال الطوغو بأرضه·· لكنه في الإتجاه المعاكس لا يخدم مصالح المنتخب المغربي ولا حتى منتخب الغابون وحتى الطوغو بدوره ضمن المجموعة التي يربح من خلالها الكامرون امتياز أول خطوة قد تكون إنتصارا منهجيا في لحاق المجموعة·· وهو انتصار مبدئي قد يكون مؤداه إعطاء الفرصة والإمتياز للكامرون عن غيره من الخصوم التي تلعب على نفس واجهة التأهل إلى كأس العالم· وما أعرفه أن الإتحاد الدولي كان مخلا بأدبيات العقوبة الصارمة التي أقر فيها بمنع الطوغو استقبال مباراتها بأرضها على أرض الجيران، إذ كان عليه أن يصدر قراره قبل قرعة كأس العالم، حتى يكون للقرار شفافيته الواضحة مهما تصرف الإتحاد الدولي دون أن يكون له أي حسابات عكسية على أوضاع المنتخبات التي سيلاقيها بعد إفرازات القرعة·· وكان على الإتحاد في أقل خياراته أن يحكم على الطوغو باستقبال مباراته أمام الكامرون بملعب مغلق دون جمهور، لا أن يحركه من أرضه، ويرحله إلى دولة أخرى بمصاريف عقابية إضافية·· كما كان على الإتحاد أن يتعامل بليونة مع القرار تماشيا مع جديد انتخابات الإتحاد الطوغولي في 18 يناير الماضي حين اختار ر ئيسه الجديد وفريقه الجديد لتسيير دواليب جامعته، وهذا هو عين عقل الإتحاد، إذ كان مرنا في احترام شعوب العالم دون أن يضع نفسه في خانة الشك لإصدار قرار عقابي ضاغط على المغرب والطوغو والغابون وفي مجموعة يقال عنها مجموعة موت·· لذلك ومهما كان العقاب صادرا في توقيت غير مرغوب فيه من لدن الإتحاد الدولي، فهو ضربة موجعة لمستقبل لقاءات المغرب في المجموعة، وضربة يجب التعامل معها بالإستئناف من لدن الجامعة المغربية لرفض طبيعة هذا الحكم الذي يخدم مصلحة الكامرون على المنتخبات الأخرى·· كما من حق الطوغو والغابون معا أن يرفعا ملتمسا للإتحاد بذات النوايا لأنه يصب في اتجاه الضغط عليهما مثل المغرب·