الفريق يحتاج إلى إنتدابات لدعم جبهة الهجوم تراجع الإطار بادو الزاكي عن قراره بالإستقالة من تدريب الوداد البيضاوي بإلحاح قوي من جميع فعاليات الفريق الأحمر وبخاصة من رئيسه عبد الإله أكرم، إذ قاد الزاكي الحصة التدريبية ليوم الثلاثاء في ذات أجواء الإنضباط بعد أن جرى الحسم في أمور عالقة كثيرة· وكان بادو الزاكي غذاة إعلان نهاية مباراة، الوداد والإتحاد السوري عن إياب الدور الثاني لدوري أبطال العرب، والتي شهدت فوز الوداد وتأهله إلى الدور الربع النهائي، قد غادر مركب محمد الخامس غاضبا، متشنجا بعد الذي عزفه فصيل من جماهير الوداد من معزوفات تخدش السمع، إذ توجه في لحظات الإستعصاء بعبارات نابية إلى المدرب الزاكي يطلب رحيله على الفور، ويعتبره مسؤولا عن تدني الأداء، وقد انقلب الحال رأسا على عقب عند توقيع فريق الوداد لهدفيه الأول والثاني، إذ عادت الجماهير لتتغنى مجددا بإسم الزاكي· وبعد أن كان الزاكي قد إستقل سيارته وغادر المركب من دون الحضور في الندوة الصحفية التقليدية كإشارة منه على درجة الغضب التي وصلها، أشعر معاونيه أنه بات في حكم المستقيل وأنه لن يعود لتدريب الوداد· وإزاء هذا المستجد تحركت فعاليات الوداد في اتجاه الزاكي ذات الليلة تتحرى عن أسباب مغادرته المتسرعة للمركب، ليتأكد لها أنه قدم إستقالته، بل ومصمم عليها·· ثاني إستقالة ينطق بها الزاكي في أقل من شهرين، ولكن بذريعتين مختلفتين، وبسياقين مختلفين؟ أول الإستقالتين أشهرها الزاكي بعد أن صدر عن اللجنة التأديبية التابعة للمجموعة الوطنية لكرة القدم قرار يقضي بمعاقبته بسنة توقيف موقوفة التنفيذ وبغرامة مالية مقدرة بستة ملايين، جزاء ما بدر عنه من تصرفات في مباراة الجيش والوداد احتجاجا على قرارات الحكم العاشيري· قرار رأى فيه الزاكي أنه مؤامرة أخرى تحاك ضد شخصه ورأى أن الإستقالة ستفيد فريقه الوداد أكثر ما يفيده، وبعد أن تدخل ذوو النيات الحسنة ليقدموا للزاكي ضمانات على أن الأحكام ستخفف، تراجع الأخير عن هذه الإستقالة غداة العودة من الأردن، حيث قابل الوداد شباب الأردن عن الدور الأول لدوري أبطال العرب· الإستقالة الثانية التي صمم عليها الزاكي قبل التراجع عنها، لم تنسجها فقط الهجمة الشرسة التي تعرض لها إسمه في مباراة الوداد وإتحاد حلب السوري، ولكن نسجها ما تداعى لغاية الأسف على طول الأسبوع الذي تلا الهزيمة أمام الدفاع الحسني الجديدي، وسبق مباراة إتحاد حلب السوري من أخبار كثير منها لم يتصد لها من قبل المكتب المسير للوداد بالتكذيب· فقد جرى الحديث عن أن أكرم رئيس الوداد لم يعد راغبا في طريقة تدبير الزاكي للرصيد البشري، وأنه بعد الهزيمة أمام الدفاع الجديدي، أصبح يبحث عن من يقنع الزاكي بالرحيل والإستقالة، وجرى الحديث أيضا عن مفاوضات سرية إنطلقت مع المدرب إنطلقت مع المدرب دوكاستيل، كما جرى الحديث عن أن النهج الذي يتبعه الزاكي لن يقود الوداد للفوز بأي لقب هذا الموسم· طنين هذه الشائعات لم يغادر مسامع الزاكي، برغم أن الرجل إحترافي في التفكير وفي إستقراء الأحداث، وأصبح ذا جدوى مع بلغه البعض من هيستيريا في التقديح والتهجين والسب العلني، وهو ما أوصل بادو الزاكي إلى حد لا يمكن السكوت عليه·· وعاشت أسرة الوداد لأكثر من أربع وعشرين ساعة حالة من القلق المزمن، إذ ظل السؤال الضاغط على المنتديات·· هل قرر الزاكي الإستقالة قولا وفعلا، أم أنه يلوح بها لإسقاط من بات يعتبرهم مناورين داخل منطقة القرار؟ للحصول على رد نهائي، بل وللضغط بقوة على الزاكي للعدول عن هذا القرار تحرك عبد الإله أكرم بمعية أعضاء عن مكتب الوداد صوب الزاكي بعد أن تركه لوقت كان يظنه أنه ضروري لترتيب الأفكار، وبعد جلسة مفتوحة على العتاب والجهر بالحقائق وإماطة اللثام عن مشاعر وتوجهات، وافق بادو الزاكي على مواصلة العمل مع الوداد·· وقد إلتزم الكل بعدم الخروج عن خارطة الطريق الموضوعة والتي تلزم الجميع بضرورة الإنخراط في عمل قاعدي أساسه إشاعة الفكر الإحترافي في التدبير· ويبذل مسؤولو الوداد بتحفيز من المدرب الزاكي مساعي حثيثة من أجل دعم التركيبة البشرية في الفترة الشتوية للإنتقالات، إذ تتوجه الجهود إلى انتداب مهاجمين يمثلون الحلقة المفقودة في أداء الفريق الأحمر، وقد شرع الزاكي عبر الحصص التدريبية في اختبار عدد من اللاعبين بهدف الوصول خلال شهر يناير الحالي إلى أفضل دعم للتركيبة البشرية بهدف خلق توازنات داخل فريق يستقبل سنة 2009 وهو يصارع على ثلاث واجهات، واجهة دوري أبطال العرب التي بلغ فيها الدور الربع النهائي·· واجهة البطولة الوطنية والتي لم تنته منها غير مرحلة الذهاب، وواجهة كأس العرش· وحتما فإن مواجهة كل هذه الرهانات بهدف إضافة لقب لخزانة الوداد هذا الموسم، يحتاج إلى تلاحم قوي بين مكونات الفريق الأحمر، مسيريه، مدربه، لاعبيه وجماهيره·· تلاحم يقوم على تنزيه مصلحة الوداد على كل مصلحة أخرى، ومن ثم على تسخير كل الكفاءات لخدمة الفريق وليس لزعزته مع حدوث أي خسارة·