" الكومبين" أو الإتفاق المسبق على نتيجة التعادل، كانت مجرد تخمينات قبل الديربي رقم 119 لكنها بعد صافرة الحكم الدولي لحرش و هو يضيف 6 دقائق للوقت الأصلي، جعل جماهير الفريقين تنتفض معلنة رفضها لمنطق اقتسام النقاط و بطريقة بدت مكشوفة بعض الشيء، في ظل غياب مبادرات للخلق و المناورة الهجومية الجادة. تعادل سلبي لم يتطابق وانتظارات جماهير الفريقين و التي أتحفت بصور كاليغرافية خارقة للعادة أكدت حقا أن المدرجات هي نجم آخر الديربيات و بامتياز. و كما توقعنا و نحن نرصد آخر تطورات و مستجدات الديربي، فقد راهن طوشاك و الطوسي على أفضل ما احتكما عليه بخزانهما،و إن كانت أفضلية الوداد بمشاركة 6 من لاعبي الموسم المنصرم في هذا اللقاء( نوصير و الكوردي رابح و النقاش و الكرتي وأونداما و الهجهوج) ، في حين تميزت صفوف الرجاء بدخول 7 لاعبين للمرة الأولى في نزال من هذا العيار ( الزنيتي و بانون و بوطيب و أوال و جاحوح و الوادي و مابيدي) وكباقي المباريات الكلاسيكية للديربي، لم تخرج النسخة 119 عن قاعدة الشد العصبي و التوتر الذي ينعكس على أداء اللاعبين و الذي كثيرا ما كانت الفرجة ضحيته الأولى و الشهيرة، باستغراق كبير في اللعب العرضي السلبي و غياب فرص التسجيل الواضحة، و التي ظلت تحضر ب القطارة" عبر فترات متباعدة. و بعد مرور ربع ساعة الأولى المحمولة كالعادة على جس النبض، سيظهر أونداما و هو يطلب كرة في ظهر كروشي و سدد في اتجاه الزاوية الضيقة حيث كان يرابط الزنيتي. رد الرجاء كان عبر الحافيظي في مناسبتين، الأول في الدقيقة 17 بتسديدة زاحفة مرت بمحاذاة مرمى العروبي و الثانية كانت أكثر خطورة بعدما تلقى تمريرة جيدة من جاحوح داخل الصندوق في حدود الدقيقة 25 و تلقها بطريقة سيئة. الرجاء حتى و إن كان الطرف الذي لم يقنع خلال نفس الجولة إلا أنه كان هو أكثر من هدد مرمى المنافس،و هذه المرة حل الدور على أوساغونا و الذي انتظرناه بالرأس فأطل بطريقة غير متوقعة من خلال طلب كرة بالعمق مررها له مابيدي و ليزيح رابح من طريقه و يسدد للزاوية المغلقة و خلف شباك العروبي و كان هذا في حدود الدقيقة 34. و ليرسل الحكم جيد لاعبي الفريقين لمستودع الملابس بتعادل اعتيادي حضر في 55 مباراة سابقة و لم يكن ليتطابق و رهانات الأنصار و لا حتى من تعقبوا آثار هذا النزال الكبير. الشوط الثاني سجل طفرة ملحوظة للرجاء توجها الراقي بانطلاقة قوية و تسديدة علت مرمى العروبي في حدود الدقيقة 47 تلتها كرة طلبها الوادي في العمق وقطعها فال. رد الوداد جاء سريعا عبر أونداما و على الطاير يسدد عاليا فوق مرمى الزنيتي بعد تمريرة برؤية" طوشاكية" أي على الطريقة الأنغلوسكسونية الأنجليزية. وحاول مناصرو الفريقين استفزاز اللاعبين من خلال إغراق المدرجات في طوفان من الشهب النارية التي أعاقت الرؤية ليفرض جيد وقتا مستقطعا لغاية انجلاء الرؤية ومعها منح المدربين هامشا للتصحيح و المناورة الإيجابية. طوشاك كان أول من تحرك بسحب هجهوج المنفي و إدخال الحداد مكانه في محاولة لمنح متنفس لرواق عانى شللا مزمنا خلال أول شوط،و بالفعل توغل الحداد دقائق بعد دخوله و مرر باتجاه أونداما تصدى لها بانون. رد الطوسي بتغيير أكثر من مثير أيضا بالدفع بالواعد مهتدي و إخراج جاحوح التائه بسبب سوء التوظيف. و لأنه حاول ربح الديربي و لو بكشف صريح للنوايا فقد رمى طوشاك بورقتي اوناجم و سيسي مكان الكرتي و أونداما و بالفعل سنحت للوداد فرصتين واضحتين بعد توغل الحداد في المعترك و تمريره باتجاه سيسي الذي سدد برعونة و تحولت كرته للزاوية في الدقيقة 74. و عاد السهم أوناجم ليخترق الكروشي و يمرر بعدها بدقيقتين و الغاني اوال يتصدى لها أمام سيسي المندفع. و أضاع الحداد فرصة المباراة باختراق سهل لدفاع الوداد و محاولة فاشلة لرفع الكرة فوق الزنيتي اليقظ بحدود الدقيقة 84. و لم تحمل آخر الدقائق مؤشرات التمرد على التعادل الكلاسيكي الذي طغى على 56 نزالا في دربيات الفريقين و أبقى الوداد متصدرا برصيد 25 نقطة و الرجاء تاسعا ب 15 نقطة مع ارتفاع الأصوات مجددا" هل كان التعادل مخدوما أيضا هذه المرة؟"