قد نلوم لاعبين على اختياراتهم والتي نلمس فيها تنكرا للجذور واستهتارا لما نسميه نحن قيم الوطنية، غير أن بعض الحالات التي همت اختيارات للاعبين محترفين أبصروا النور إما بالمغرب ورحلوا لحما طريا صوب أوروبا أو أنهم ولدوا هناك من أب وأم مغربية، تلتمس لنفسها آلاف الأعذار بسبب اختيارات بدت لنا نحن قمة في الغرابة واللامنطق. مروان فلايني الذي يمثل حاليا واحدا من العناصر النشيطة والمؤثرة داخل المنتخب البلجيكي، دافع مرارا عن نفسه في كثير من التصريحات وحتى وهو يزور طنجة خلال الصيف المنصرم لم يكل اللاعب في الدفاع عن نفسه: «لقد عانى والدي الكثير، رفضوا احترافه ولم يساعدوه على نقش مشوار احترافي بأوروبا كما كان يرتضي، لذلك ترك الكرة والممارسة بالمغرب ورحل ليشتغل سائقا بأوروبا. تعب كثيرا من أجل تربيتنا وتحمل أنواع ضغط لا تطاق، وعلى الرغم من ذلك كان يصر في فترة من الفترات أن أمثل منتخب بلادي غير أني لم أحظ بالتقدير والإحترام الواجب. ببلجيكا تلقيت تقديرا أكبر ورعاية ذللت أمامي الكثير وأتاحت أمامي خوض منافسات كبيرة منها كأس العالم، لست مسؤولا عن اختياري وإن كان هناك خطأ ما فلست لا أنا ولا والدي من يتحمله». كان هذا اعتراف على لسان لاعب إنتقد الكثيرون اختياره، لكن في معرض رده رمى بالكرة لمعترك مدرب الأسود في تلك الفترة ولمسؤولين لم يقدروا موهبته ولظروف النشأة والعيش التي ولدت له ولوالده شعورا بالدونية والإحتقار.