لم يبدأ العقد الجديد للبث التلفزيوني لمباريات الدوري الإنجليزي لكرة القدم لكنه كان الدافع الأقوى لدى أندية المسابقة على تحقيق رقم قياسي جديد في سوق انتقالات اللاعبين هذا الصيف. وأظهر سوق انتقالات اللاعبين الذي أغلق مؤخرا أن شغف الأندية الإنجليزي بتدعيم صفوفها وتحقيق أرقام قياسية في سوق الانتقالات أصبح بمثابة قطار ليس له محطة نهائية. وحتى غلق باب الانتقالات يوم الثلاثاء الماضي ، أنفقت أندية دوري الدرجة الممتازة لكرة القدم في إنجلترا 870 مليون جنيه استرليني (نحو 3ر1 مليار دولار) في سوق الانتقالات هذا الصيف بزيادة 4 بالمئة عن الرقم القياسي السابق والذي تحقق في صيف العام الماضي وبلغ 835 مليون استرليني ، حسبما أكدت شركة “ديلويت” . وبدا أن عقد البث الجديد الذي تبلغ قيمته 14ر5 مليار استرليني ، والذي يبدأ من الموسم المقبل ، هو الدافع الأكبر وراء هذا الرقم القياسي الجديد لأنه ساعد الأندية بما فيها الأندية الصغيرة القابعة في مؤخرة جدول الدوري الإنجليزي على إبرام عدد من الصفقات. وقال أليكس ثورب كبير مديري شركة “ديلويت” للأعمال الرياضية “أندية الدوري الإنجليزي تواصل استخدام الزيادة في عائداتها للاستثمار في المواهب الكروية.. القوة الدافعة وراء هذا هو النمو الهائل وآلية التوزيع لعائدات البث التلفزيوني”. وأضاف “لهذا ، ورغم الرقم القياسي الجديد في الانفاق بسوق الانتقالات هذا العام ، فإن الفرصة سانحة أمام أندية الدوري الإنجليزي للاستثمار في المهارات الكروية مع الحفاظ على الربحية وهو ما لم يكن موجودا من قبل”. وأشارت “ديلويت” إلى أن انفاق أندية الدوري الإنجليزي في سوق الانتقالات هذا الصيف كان ضعف نظيره في بطولات الدوري المحلية الكبيرة الأخرى في أوروبا”. وحل الدوري الإيطالي في المركز الثاني حيث أنفقت أنديته 405 ملايين استرليتي ثم الدوري الأسباني (400 مليون استرليني) والدوري الألماني (290 مليون استرليني) والفرنسي (200 مليون استرليني) . وذكرت إذاعة “ماركا” الأسبانية “القدرات المالية للأندية الإنجليزية تغير موازين القوى في كرة القدم الأوروبية”. وتصدر قطبا مانشستر قائمة الأندية الأكثر إنفاقا في سوق الانتقالات هذا الصيف حيث أنفق مانشستر سيتي 154 مليون استرليني مقابل 115 مليون استرليني لجاره مانشستر يونايتد. وحطم مانشستر سيتي الرقم القياسي للصفقات التي يبرمها النادي مرتين حيث تعاقد مع رحيم ستيرلنج من ليفربول مقابل 49 مليون استرليني ثم مع البلجيكي كيفن دي بروين من فولفسبورج الألماني مقابل 56 مليون استرليني. وفي المقابل ، تعاقد مانشستر يونايتد مع الفرنسي الشاب أنتوني مارتيال 19/ عاما/ من موناكو الفرنسي في صفقة قياسية أخرى بالنسبة للاعب شاب. وأثار هذا اهتمام لاعب كرة القدم الفرنسي السابق تييري هنري نجم أرسنال الإنجليزي وبرشلونة الأسباني السابق والناقد الرياضي الحالي بشبكة “سكاي سبورتس” حيث قال هنري “يتمتع (مارتيال) بالسرعة ، هل يمكنه تسجيل الكثير من الأهداف ؟”. وأوضح “لا أعلم بالضبط لأنه خاض 52 مباراة فحسب.. هل سيستغرق بعض الوقت ليتأقلم ويتعرف على ما تتطلبه مهمته الجديدة ؟ نعم ، لأنه خاض 52 مباراة احترافية فقط. المقابل المالي للصفقة صادم للعقل”. ويرى النجم التشيلي أرتورو فيدال الذي ترك يوفنتوس الإيطالي إلى بايرن ميونيخ الألماني هذا الصيف مقابل 36 مليون يورو (40 مليون دولار) أن قيم المقابل المالي لصفقات اللاعبين خرجت عن السيطرة. وقال فيدال “حجم الأموال التي ترونها ليس واقعيا.. بعض اللاعبين يجب أن يسجلوا ثلاثة أو أربعة أهداف في المباراة الواحدة حتى يستحقون هذه المبالغ المدفوعة.. هذه الأموال ضخمة للغاية. من وجهة نظري ، يجب أن تكون المبالغ أقل مع الوضع في الاعتبار أن هناك بعض اللاعبين الذين كلفوا الأندية مبالغ أقل لكنهم أفضل من اللاعبين أصحاب الصفقات الأعلى”.