بعد نجاحه في العودة الى المشاركة القارية التي يبدأها من الدور الفاصل لمسابقة عصبة ابطال اوروبا اثر انهائه الموسم الماضي في المركز الرابع, يفرض مانشستر يونايتد نفسه من الفرق القادرة على الفوز بلقب الدوري الانجليزي الممتاز لموسم 2015-2016 نتيجة التعاقدات التي اجراها حتى الان. وانفق المدرب الهولندي لويس فان غال ما يقارب 77 مليون جنيه استرليني بهدف تعزيز صفوف الفريق للموسم المقبل وكانت ابرز تعاقداته ضمه الالماني باستيان شفاينشتايغر والفرنسي مورغان شنايدرلين, ليرتفع حجم انفاق "الشياطين الحمر" الى 230 مليون جنيه استرليني منذ رحيل المدرب الاسكتلندي ديفيد مويز قبيل نهاية موسم 2013-2014. وبعد رحيل المهاجمين الهولندي روبن فان بيرسي والكولومبي راداميل فالكاو عن الفريق وفي ظل تهميش المكسيكي خافيير هرنانديز "تشيتشاريتو", يجد واين روني نفسه وحيدا في حمل عبء الهجوم, لكن القائد السابق للفريق براين روبسون يرى بان القوة الضاربة الموجودة في خط الوسط قد تؤمن الخلفية المناسبة لجعل الفريق منافسا على اللقب للمرة الاولى منذ رحيل الاسكتلندي اليكس فيرغوسون عام 2013. "لقد بنى المدرب منطقة خط الوسط لدرجة اننا اصبحنا اقوياء بما فيه الكفاية من اجل فرض وتيرة المباريات", هذا ما قاله روبسون الذي يعمل الان كسفير للنادي, مضيفا: "شفاينشتايغر وشنايدرلين تعاقدان جيدان جدا. سيشكلان نقطة قوة يونايتد في خط الوسط وهذا الامر سيجعلنا في موقع جيد خلال الموسم". ولطالما حن جمهور يونايتد على ايام لاعبين مميزين في خط الوسط مثل روبسون والايرلندي روي كين, لكن البكاء على الاطلال قد انتهى على الارجح هذا الموسم في ظل التخمة الموجودة في هذا الخط. لجأ فان غال خلال جولاته التحضيرية على تشكيلة 1-3-2-4 لكن المدرب الهولندي تعهد بالعودة الى تشكيلة 3-3-4 التي حققت النجاح في اواخر الموسم الماضي. ما هو مؤكد ان المنافسة ستكون على اشدها على ثلاثة مقاعد اساسية في خط وسط الفريق بين شفاينشتايغر وشنايدرلين ومايكل كاريك والاسباني اندير هيريرا والبلجيكي مروان فلايني الذي يغيب عن المباريات الثلاث الاولى للموسم بسبب الايقاف. ولن تنحصر المنافسة على المراكز الثلاثة في قلب الوسط بل على طرفي الملعب في ظل وجود الوافد الجديد الهولندي ممفيس ديباي الذي كلف يونايتد 25 مليون جنيه استرليني للتعاقد معه من ايندهوفن, واشلي يونغ والاسباني خوان ماتا والاكوادوري انتونيو فالنسيا والبلجيكي عدنان يانوزاي وربما الاسباني بدرو رودريغيز المرجح انضمامه الى فريق فان غال من برشلونة بطل اسبانيا واوروبا. وبعد توقيعه عقد رعاية جديد مع "اديداس" بقيمة 750 مليون جنيه استرليني, لم يعد التمويل مشكلة بالنسبة ليونايتد الذي يستعد للتخلي عن جناحه الارجنتيني انخل دي ماريا لباريس سان جرمان الفرنسي بعد عام فقط على ضمه من ريال مدريد الاسباني في صفقة قياسية بلغت 7ر59 مليون جنيه استرليني. ورحيل دي ماريا عن الفريق يأتي ضمن عملية غربلة ادت الى رحيل البرتغالي لويس ناني وفان بيرسي وتوم كليفرلي والبرازيلي رافايل دا سيلفا. وحتى ان تحضيرات يونايتد للموسم الجديد في رحلته الاميركية كانت اكثر تشددا من قبل فان غال حيث عمل بدقة على برنامج تنقل الفريق تجنبا للارهاق الذي عانى منه في جولة العام الماضي. واستغل فان غال المعسكرات التدريبية لكي يبني فكرة عن صورة الفريق للموسم المقبل وادخال تعديلات في خط دفاعه حيث نقل مواطنه دالي بليند الى مركز قلب الدفاع, واوكل الى لوك شو مهمة الظهير الايسر والوافد الجديد من تورينو الايطالي ماتيو دارميان مهمة الظهير الايمن. لكن مع فشل يونايتد في ضم الاسباني سيرخيو راموس من ريال مدريد, يرى قلب الدفاع السابق ريو فرديناند ان الخط الخلفي لا يزال نقطة صعف "الشياطين الحمر", قائلا: "لا اعتقد انه (فان غال) يعلم ما هو خط الدفاع الافضل للفريق -- هذه هي المشكلة بحد ذاتها", معربا عن رغبته في ان يضم فريقه السابق مدافع ايفرتون الدولي جون ستونز. وفي ظل ارتباط انتقال راموس الى يونايتد بتخلي الاخير عن حارسه الاسباني دافيد دي خيا الى ريال مدريد, يجد فان غال نفسه امام معضلة وذلك لان حارسه يرغب بشدة الانتقال الى "سانتياغو برنابيو". ومن المفترض ان يتواجد دي خيا الذي انتخب افضل لاعب في يونايتد للموسم الماضي, بين الخشبات الثلاث عندما يبدأ فريق فان غال مشواره في الدوري لكن المدرب الهولندي استعان بالارجنتيني سيرخيو روميرو ليكون الحارس البديل ما يزيد من تهميش الاسباني فيكتور فالديز. ويبدأ يونايتد مشواره على ارضه امام توتنهام هوتسبر يوم السبت على ان يكون في انتظاره بعدها بايام ذهاب الدور الفاصل من مسابقة عصبة ابطال اوروبا, وبالتالي لن يكون باستطاعته تحمل بداية متعثرة مشابهة للموسم الماضي.