قال ناصر لاركيت المدير التقني الوطني بأن أبناء المهجر رضخوا للأمر الواقع بعدما رفضت أنديتهم الترخيص لهم للإلتحاق بالمنتخب الوطني الأولمبي المقبل على مباراة قوية أمام تونس، وكشف بأن الأندية التي ترتبط بها العناصر الوطنية بعقود لها الحق قانونيا في الإحتفاظ بلاعبيها. وعبر لاركيت في حوار مع «المنتخب» عن نيته في تقديم مقترح لمسؤولي «الكاف» من أجل تغيير تواريخ إقصائيات اللاعبين الأولمبيين وملاءمتها مع أجندة «الفيفا» لتمكين العناصر الممارسة بالخارج من الحضور رفقة منتخبات بلدانها، ولم يترك المدير التقني الوطني الفرصة تمر دون أن ينبش في موضوع الإدارة التقنية وآخر مستجداتها. - المنتخب: بداية سيد ناصر كيف تعلق على عدم تلبية اللاعبين الممارسين بأوروبا الدعوة للإلتحاق بالمنتخب الوطني الأولمبي المقبل على مباراة قوية أمام نظيره التونسي برسم إقصائيات الألعاب الأولمبية ري ودي جانيرو 2016؟ لاركيت: بداية دعني أؤكد أن الأندية هي التي تتحكم في لاعبيها ما دام أن المباراة التي سيواجه فيها المنتخب الوطني الأولمبي نظيره التونسي لا تندرج ضمن تواريخ الفيفا كما هو معلوم، فعندما يمنحنا اللاعبون المغاربة في أوروبا موافقتهم فإنها لا تعني شيئا أمام عدم قدرتهم رفض أوامر الفرق المرتبطين معها بعقود إحترافية، وهي التي تؤدي رواتبهم الشهرية، ناهيك عن رغبة كل العناصر في فرض ذاتها خلال الفترة الحالية والتي تتزامن مع التحضيرات للموسم الرياضي المقبل، لذا رجاءا لا تلوموا أبناء المهجر. كنا نعرف مسبقا أننا قد نصطدم بتعنت الأندية الأوروبية لذا، فالمدرب حسن بنعبيشة لم يجلس مكتوف الأيدي وعمل على تكوين نواة قوية من أبناء البطولة الذين بإمكان أنديتهم أيضا منعهم بحسب القوانين من اللعب مع المنتخب الأولمبي لكنهم يعرفون أن تمثيل الوطن يعلو ولا يعلى عليه. - المنتخب: ألم يكن من المفيد التركيز على اللاعبين المحليين منذ بداية الأمر ما دام أن تعنت الأندية الأوروبية في ترك لاعبيها للمنتخب المغربي في تاريخ خارج رزنامة الفيفا كان منتظرا؟ لاركيت: حديث يبدو من ظاهره مقنع، لكن ليس من المعقول أن لا نستميل قلوب أبناء المهجر، وحتى لو لم نتمكن من الإستفادة منهم في الفترة الحالية قد يلتحقون بالمنتخبات الوطنية في الفترة المقبلة. اللاعبون المغاربة لهم الحق في حمل قميص المنتخب المغربي، لذا وجب الإهتمام بهم أكثر ودعمهم في المرحلة المقبلة، فعناصر مثل أشهبار مع غانغان وبوفال مع ليل، وكذلك مستور الذي تترصده عدة أندية في أوروبا بإمكانها اللحاق بالمنتخب المغربي في أي تاريخ يندرج ضمن أجندة الإتحاد الدولي لكرة القدم وعبروا لي عن مدى إستعدادهم للحضور مع الفريق الوطني مستقبلا وهذا شيء يؤكد مدى إعتزازهم باللعب لمنتخب بلدهم المغرب. صراحة يجب أن نقدر حجم الضغوطات التي يعيشها أبناء المهجر، فهم يسعون لتأكيد حضورهم القوي داخل أنديتهم ويعشيون على إيقاع منافسة صعبة ويريدون ضمان مكانة في المنتخبات الوطنية، وهذا أمر ليس بالسهل. - المنتخب: بصفتك مسؤولا في إحدى اللجان التقنية التابعة للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ألا ترى أنه بات من الضروري إعادة النظر في تواريخ الإقصائيات المؤهلة للأولمبياد من قبل مسؤولي «الكاف» وملاءمتها مع أجندة الفيفا؟ لاركيت :هذا هو المشروع الذي أشتغل عليه وسأقترحه على مسؤولي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بمجرد أن تسمح لي فرصة الحضور في الإجتماعات سأوضح هذه المسألة لأنها غاية في الأهمية، فمن غير المعقول أن يظل اللاعبون الأفارقة تحت رحمة أنديتهم التي يبقى لها الحق في الإحتفاظ بلاعبيها ولا نجد أمامنا أي مبررات لإقناعهم للأسف. تطور الكرة الإفريقية رهين بالنظر لقاعدة الهرم والإلتفات للاعبين الشباب، وهذا المقترح بإمكانه أن يساعد المتتخبات الإفريقية للإستفادة من مواهب كروية قد تجد لها مكانا بسرعة ضمن الفرق الوطنية لبلدانها إن لعبت أكبر عدد من اللقاءات مثلا رفقة الأولمبيين. - المنتخب: تحدثت عن التكوين والقاعدة أين وصل مشروع الإدارة التقنية الوطنية في ظل الحديث الذي راج عن إمكانية إستعانتك ببعض الأطر الوطنية للإنخراط معك في تهييء خارطة طريق صلبة لكل ما هو تقني بالدرجة الأولى وبالأخص مراكز التكوين؟ لاركيت: بالفعل منتظر أن نستعين بخبرة بعض الأطر الوطنية بعدما وقفنا على مكامن الخلل التي عشناها على مستوى الإدارة التقنية واللبس الذي كان حاصلا ما بين تكوين الأطر ومراكز التكوين التي طال الحديث عنها دون أن يصل هذا المشروع لقمة مستواه. نحن نشتغل بهدوء ونعرف أهدافنا وسنعمل جاهدين في ظل الدعم الذي نلقاه من جامعة الكرة من أجل إنجاح الإدارة التقنية الوطنية وجعلها تواكب آخر المستجدات المعمول بها في بلدان أوروبية. - المنتخب: دار الحديث عن أطر وطنية كعبد القادر يومير ومصطفى مديح للإلتحاق بكم ضمن الإدارة التقنية الوطنية، هل هذا صحيح؟ لاركيت: بالفعل هناك عدة أطر وطنية لها من الكفاءة ما يرشحها للإلتحاق بالعمل رفقتنا وضمنها يومير ومديح، لكن دعني أؤكد أننا في الفترة الحالية لسنا بحاجة لإختيار أسماء بشكل إستعجالي، وسنترك لأنفسنا بعض الوقت لدراسة هذا الموضوع من كل جوانبه.