وأخيرا تعرت حقيقة العشب الإصطناعي الذي أسال مدادا كثيرا وخلق دائرة عريضة للنقاش، بعد أن أكدوا موفدوا الفيفا عدم مطابقته لمعايير الجودة العالمية، كما تنص عليها شروط إجراء اللقاءات ذات الطابع الرسمي في المباريات الدولية، حيث دعت نفس الهيئة المنتدبة من الجهاز الحاكم في كرة القدم العالمية إلى ضرورة إخضاعه لخبرة مضادة ستبلغ تكلفتها 200 مليون سنتيم ستتحملها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بطبيعة الحال، وهو ما يدعو للتساؤل وضرورة معرفة الدور الحقيقي ولا اختصاص الخبيرين اللذان أحضرهما أوزال في فندق هيلتون في الندوة الشهيرة التي حشر لأجلها فيلق واسع وكبير من رجال الإعلام ومن ممارسين ولاعبين قدامى ومسيرين قدموا لأجل تبرئة عشب بن الشيخ الكاتب العام للجامعة عبر استحضار مزايا وخصال هذا العشب وكذا إيجابياته التي أوجزوها ولخصوها في مطابقته للمعايير العالمية المعترف بها وليست تلك المحسوبة على الجيل الأول الرديئ الذي وجد طريقه للملاعب الجزائرية· برغم كل الإنتقادات والشهادات الحية التي قدمها سواء اللاعبون المتضررون والمعنيون بالإحتكاك الأسبوعي لهذا الغطاء الذي خلف ضحايا بالجملة خلال الأشهر الأولى ولم يندمج معه اللاعبون إلا بعد أن أحسوا بفرض الأمر الواقع· اليوم تأتي لجنة الفيفا وتذبح واحد من تقاريرها السرية بملاحظات تخص رداءة هذا العشب مع استثناء الملعب البلدي بالقنيطرة الذي يقترب من المواصفات الدولية بفعل إشراف الفيفا على جزء كبير منه، وباتت الأندية الستة التي تتوفر ملاعبها على العشب الإصطناعي (المولودية الوجدية، الكوكب المراكشي، النادي المكناسي، جمعية سلا، المغرب التطواني والنادي القنيطري) تحت رحمة ترخيص آخر من الفيفا بعد إجراءات المعاينة والخبرة من أجل السماح لها بخوض لقاء يحمل المواصفات الدولية في أي من التظاهرات القارية فوق هذا العشب طالما أن نفس التقرير أشار إلى إستحالة إجراء المنتخب الوطني لمباراة دولية له فوق هذا الملاعب· ويبدو أن حكاية الملاعب المعشوشبة اصطناعيا ستعود مجددا للواجهة وهذه المرة الضرورة تقتضي الكشف وبأثر رجعي على ظروف وملابسات إبرام الصفقة مع شركة تكنوفيا البرتغالية وكيف رست المناقصة عليها والنجمات المعتمدة في هذا السياق بعدما تفوقت على شركتين منافستين الأولى سويسرية والثانية ألمانية· علما أن الكشف الحقيقي عن الأرقام والملايين التي تم صرفها في كل ملعب على حذى والضمانات المقدمة بشأن أحد جاهزيته وصلاحيته وكذلك الشأن أين تبدأ المسؤولية وأين تنتهي الشركة المعنية بتثبيته وأيضا طريقة تدبير ما تبقى من ملاعب (العيون، الخميسات، الجديدة، أكادير وخريبكة) موضوعة بالتسلسل ضمن خانة تعميم العشب الإصطناعي في الفترة القادمة، وفي مثل هذا النوع من الحالات خاصة وأن الإنتقاد لم يأت هذه المرة من طرف وسائل الإعلام الوطنية وإنما من موفدي الفيفا، فإن الضرورة تقتضي كشفا بالحساب وإعلان الفشل وبالتالي تقديم الإستقالة لأن إهدار مبلغ مالي إضافي يقدر ب 200 مليون سنتيم، من أجل خبرة مضادة يندرج ضمن خانة إهدار المال العام الذي يتوجب ترشيده في الفترة بدل الهدر البشع الذي هو معرض له، فهل يقدم بن الشيخ استقالته أم أن المشرفون على العشب متشبثون بقولة : "نحن ومن بعدنا الطوفان"·