خالف فريق الوداد كل التوقعات وتغلب على كل الصعوبات لينهي مرحلة الذهاب في الصدارة متوجا بلقب بطولة الخريف، وهو إنجاز مهم بالنسبة لفريق عانى كثيرا في الموسم الماضي من توتر العلاقة بين الجماهير والمكتب المسير،الرئيس الجديد سعيد الناصري استفاد من دروس المواسم السابقة وراهن على تغيير العديد من الأشياء، حاول بشتى الوسائل الممكنة تجاوز أثار الأزمة المادية الخانقة كما تعاقد مع مدرب كبير وقام بمجموعة من الإنتدابات لترميم الصفوف إلى جانب تجديد عقود هياكل الفريق، وجاءت المصالحة مع الجماهير لتعيد الدفء للمدرجات وتساهم بشكل كبير في تحقيق مجموعة من النتائج الإيجابية التي مكنت وداد الأمة من اعتلاء القمة والمنافسة بقوة على لقب البطولة. الناصري يخطط لمرحلة جديدة الهزات التي عرفها الوداد البيضاوي في الموسم الماضي كانت قوية و بات من الصعب على أي شخص أن يغامر ويتحمل مسؤولية فريق يتخبط في جملة من المشاكل التي لا حصر لها، لكن سعيد الناصري قرر تحدي كل الصعاب وقبل الترشح لمنصب الرئاسة، بل إنه باشر عملية الإنقاذ قبل موعد الجمع العام ليكون بذلك الشخص الأوفر حظا لهذا المنصب، ومن خلال تجاربه السابقة والدروس التي استفادها من المرحلة التي قضاها إلى جانب الرئيس السابق، فقد خطط بشكل جيد لبناء مرحلة جديدة من تاريخ الفريق الأحمر، وأعطى الأولوية لتجاوز الأزمة المادية الخانقة التي يمر منها الفريق وبموازاة مع ذلك قام بعملية الترميم من خلال التعاقد مع مدرب بمواصفات عالمية هذا إلى جانب تطهير محيط الفريق وتكوين مكتب مسير جديد وتجديد دماء الفريق من خلال دخول سوق الإنتقالات بكل قوة ومن تم توجيه رسائل مباشرة للجماهير بوجود قطيعة مع العهد السابق والتأسيس لمرحلة جديدة من تاريخ الوداد. معسكرات تدريبية واستعدادات مكثفة راهن الرئيس الجديد على بناء فريق قوي وعمل على توفير كل الإمكانيات المادية و اللوجستيكية اللازمة وقام بتسوية مستحقات العناصر التي تشكل الدعامة الأساسية للفريق والتي يراهن عليها للدفاع عن قميص الأحمر كما وفر السيولة الضرورية للقيام بانتدابات لسد الخصاص الذي يعاني منه في بعض المراكز، وهكذا انطلقت الإستعدادات في وقت مبكر تحت قيادة المدرب الويلزي جون بنيامين توشاك ومساعديه لوبيز وحسن ناضر، كما تمت الإستعانة بيونس قطاية كمدرب للحراس وعبد الجبار متقي كمعد بدني، وبعد مرحلة أولى بمركب بنجلون تم الإنتقال لمدينة طنجة، حيث خاض الفريق أول معسكر مغلق عاد بعدها الفريق للدارالبيضاء قبل أن يشد الرحال للبرتغال بعد غياب امتد لسبع سنوات وهناك رسم المدرب الويلزي أولى معالم التشكيلة التي سيعتمد عليها وكذا الخطة التي سينهجها بعد مباريات ودية مع أندية برتغالية عريقة أرسل من خلالها الفريق الأحمر أولى الإشارات على أنه سيكون معادلة صعبة على مستوى البطولة المحلية. بداية موفقة، وحصيلة إيجابية إفتتح فريق الوداد موسمه بفوز قوي على فريق الكاك بثلاثية أرسل من خلالها الكثير من الإشارات أكدت مدى استعداده الجيد لرهانات الموسم لكنه عاد ليتعادل في مناسبتين خارج قواعده أمام فرق كانت تعاني منها الماص والخميسات، لكن أهم ما ميز مسيرة الفريق الأحمر طيلة الثلث الأول من البطولة هو تحقيقه للعلامة الكاملة داخل القواعد بما فيها مباراة الديربي وحفاظه على سجله خاليا من الهزائم ما مكنه من القبض على المرتبة الأولى منذ الدورة السادسة ليحافظ عليها إلى نهاية مرحلة الذهاب، وبالرغم من الإنتقادات التي وجهت للمدرب توشاك في بعض المباريات خاصة خارج القواعد، وذلك بالنظر لإلتزامه الحذر الشديد وعدم المجازفة من خلال اعتماد أسلوب (352)،إلا أن الرجل كان يراهن على استمرارية نجاح خطته ليصل لمجموع 30 نقطة في النصف الأول من البطولة، لكن بداية الثلث الثاني لم تكن كما كان يتمناها المدرب الويلزي فبعد أول فوز خارج القواعد أمام العساكر تراجعت نتائج الفريق ليحصد أول تعادل بالميدان أمام الفريق الدكالي قبل أن يتعرض الأحمر لأول هزيمة بملعب المسيرة بأسفي ثم تعادل ثان داخل القواعد ليستمر مسلسل إهدار النقط بمدينة خريبكة، لكن هذا لم يمنع أصدقاء العميد برابح من الحفاظ على الصدارة والتتويج باللقب الشرفي للخريف برصيد 26 نقطة جمعها من ستة انتصارات وثماني تعادلات وهزيمة واحدة، وهو الفريق الوحيد الذي تعرض لهزيمة واحدة فقط، سجل خط هجومه 21 هدف كثالث أقوى خط هجوم ودخلت شباكه 12 هدفا.، ويأتي كذلك في المرتبة الثالثة مناصفة مع الكوكب المراكشي. الإستقرار و عودة الجماهير عنوان المرحلة حافظ فريق الوداد على استقراره التقني وذلك عكس ما كان يحدث في المواسم السابقة حين كان يغير الربان عدة مرات في الموسم الواحد، وهو ما ساهم كذلك في استقرار النتائج، كما أن التغيير الذي حصل بإدارة الفريق شكل عاملا محفزا للجماهير الودادية للعودة لتأثيث فضاء مركب محمد الخامس ومساندة فريقها بقوة في حله وكذا ترحاله خارج الدارالبيضاء وبأعداد غفيرة، هذا الحضور الجماهيري منح دفعة قوية للعناصر الودادية وأعاد لها الثقة التي افتقدتها، كما شكل عاملا محفزا للمكتب المسير لمتابعة عمله وفتح العديد من الأوراش التي يرمي من خلالها إعادة هيكلة الفريق ليستجيب للتطورات التي تعرفها كرة القدم الإحترافية، وبذلك تكون هذه المصالحة مع الجماهير أكبر ربح وأقوى نجاح الذي يحققه المكتب المسير وكذا العنوان الأبرز لهذه المرحلة، فالجمهور الودادي اعتبر معادلة صعبة وساهم بشكل كبير في هذه العودة القوية للوداد وتتويجه بلقب الخريف، فالمدرج الشمالي استعاد أجواء الإحتفالية كما عاد التلاحم ليسود بين كل مكونات الفريق ما يبشر بمستقبل زاهر لوداد الأمة. الحفاظ على المكتسبات رغم جهله الكبير بتضاريس الكرة المغربية وبخصوصياتها وبعقلية اللاعب المغربي فقد توفق المدرب توشاك في قيادة الفريق الأحمر للصدارة، وحاليا يبدو بأنه قد فهم الكثير من الأشياء التي كانت غامضة، لذلك ينتظر أن يكون الفريق الأحمر بقيادة المدرب الويلزي معادلة صعبة في النصف الثاني من البطولة، وتبدو كفة أصدقاء لعمراني راجحة بسبب دخول منافسيه غمار المنافسات الإفريقية في حين سيتفرغ أشبال توشاك للبطولة المحلية، ومن جهة أخرى سيخوض الوداد تسع مباريات داخل مركب محمد الخامس بما فيها مباراة الديربي وست مباريات فقط خارج القواعد ما يمثل امتيازا أخر للعناصر الودادية إن ثم استغلاله بشكل جيد فإن الطريق سوف يكون معبدا للحفاظ على مكتسبات الجولة الأولى وإنهاء البطولة بأول تتويج بالدرع الإحترافي. إبراهيم بولفضايل حصيلة الذهاب المركز: الأول مجموع النقط: 26 عدد الإنتصارات: 6 عدد التعادلات: 8 عدد الهزائم: 1 الإنتصارات بالميدان: 5 التعادلات بالميدان: 2 الهزائم بالميدان: 0 مجموع الأهداف المسجلة: 21 الأهداف المسجلة بالميدان: 17 الأهداف المسجلة خارج الميدان: 4 مجموع الأهداف المسجلة عليه: 12 الأهداف المسجلة عليه بالميدان: 7 الأهداف المسجلة عليه خارج الميدان: 5 هداف الفريق في مرحلة الذهاب: هجهوج إيفونا: 5 أهداف عدد حالات الطرد: 1 أقوى حصة فاز بها: 30 (الدورة 6) أمام ش.الحسيمة مبارياته الخمس القادمة: الدورة 16: ن.القنيطري الوداد الدورة 17: الوداد الم.الفاسي الدورة 18: الوداد ت.الخميسات الدورة 19: الفتح الوداد