لم يكن الفوز الذي تحقق على أوكلاند سيتي النيوزيلاندي في إفتتاح النسخة العاشرة لكأس العالم للأندية برغم روعته وتاريخيته بحكم أنه الأول للرجاء العالمي في المونديال، لم يكن ليحقق الإشباع ويشبع نهم النسور الخضر، فقد عضوا بالنواجد على فرصتهم التاريخية وأسقطوا اليوم السبت بأكادير نادي مونتيري المكسيكي من الدور ربع النهائي ليحققوا الفوز الثاني لهم على التوالي وليصعدوا بكامل الجدارة وبمنتهى الروعة إلى نصف النهاية ليكونوا فعلا بين الأربعة الكبار عالميا. ولأن الرجاء كان يدرك جيدا قيمة هذا الذي يحدث له وهو ينفرد بخاصية الحضور للمرة الثانية على التوالي في أكبر الأحداث الكروية كونية بالنسبة للأندية، ويدرك أن مونتيري المكسيكي عقبة كبيرة لا تشبه لا في التضاريس ولا في المنحنيات والمنعرجات عقبة أوكلاند سيتي فقد قرر أن يلعب بالعقل وبالجوارح ليتحدى نفسه قبل خصمه المكسيكي، وليضعنا جميعا أمام ملحمة كروية في زمن عزت فيه الملاحم ولتتحقق لكرة القدم المغربية تلك الإنفراجة الجميلة التي لطالما حلمنا بها. قلت وتذكرون ذلك والرجاء يعبر بصعوبة نادي أوكلاند سيتي أن مباراة مونتيري برغم قساوتها وضراوتها وما يوجد من فوارق فنية وتكتيكية بين مونتيري وأوكلاند سيتي يستحيل معها كل قياس، ستشكل للنسور الخضر لحظة يتحررون فيها من ضغط الواجب ويفجرون ما يملكونه من طاقات إبداعية، وقد وقف جميعنا على الصورة البطولية والملحمية التي أدى بها لاعبو الرجاء مباراة مثيرة بل ومجنونة إمتدت للشوطين الإضافيين ووضعتنا أمام 120 دقيقة من الإثارة التي تقود دائما إلى صناعة التاريخ. وعندما يفلح النسور في التحليق إلى الدور نصف النهائي لملاقاة أتلتيكو منيرو البرازيلي فإنهم يكونون قد أعادوا تأشيرة العالمية للجواز الأخضر ويكونون بالمثل قد أعطوا كرة القدم المغربية ذاك المصباح السحري الذي كانت تبحث عنه لتطرد عنها العتمة وتنهي ليل الأحزان الطويل. اليوم يحق لنا جميعا أن نفخر بالرجاء ونتفاءل بهذه اللحظة الجميلة ونشكر من صميم القلب النسور الخضر على روعة ما فعلوه، والأمل قائم في ملحمة كروية جديدة أمام أتلتيكو منيرو البرازيلي لتكتمل السمفونية الأطلسية، فما عز يوم رجاء على الرجاء.