يدخل نادي الرجاء البيضاوي منافسات كأس العالم للأندية التي يستضيفها المغرب ما بين 11 و21 دجنبر الجاري بكل من أكاديرومراكش وكله عزم وإصرار على تمثيل المغرب وتشريفه في هذا المحفل الدولي وكذا لتجاوز مرحلة الفراغ وأزمة النتائج التي تعيش تحت وقعها كرة القدم الوطنية. ويطمح الفريق الأخضر من خلال هذه التظاهرة العالمية الكبرى، التي سبق للنادي المغربي المشاركة في نسختها الأولى بالبرازيل، إلى أن يشكل هذا الحدث الكروي غير المسبوق انطلاقة جديدة لكرة القدم المغربية التي حققت، على مدى عقود، العديد من النتائج الإيجابية إقليميا وقاريا ودوليا.
كما يسعى "النسور الخضر" من وراء هذه المشاركة إلى نسيان النتائج السلبية التي حققها الفريق في الآونة الأخيرة، خاصة بعد فقدانه لقب كأس العرش أمام الدفاع الحسني الجديدي وتجرعه لهزيمتين متتاليتين على صعيد البطولة الوطنية أمام كل من الدفاع الجديدي وحسنية أكادير، وكذا تجاوز حالة عدم الاستقرار التي يعيشها بطل المغرب بعد انفصاله عن مدربه امحمد فاخر.
وسيواجه الرجاء البيضاوي، الذي يشارك في منافسات هذه النسخة من بطولة كأس العالم للأندية بوصفه بطل المغرب (الدولة المستضيفة لهذه التظاهرة العالمية)، نادي أوكلاند سيتي النيوزيلاندي بطل أوقيانوسيا في المباراة الافتتاحية لهذه الدورة، التي ستقام يوم 11 دجنبر الجاري بالملعب الجديد بمدينة أكادير.
ويعد نادي "القلعة الخضراء"، الذي تأسس في سنة 1949، أول فريق إفريقي على الإطلاق يشارك في كأس العالم للأندية، كما يعتبر من أكثر الأندية المغربية تتويجا بالكؤوس الإفريقية وكما يعد أحد أعمدة كرة القدم في المغرب بالإضافة إلى غريمه التقليدي في المدينة الوداد البيضاوي ومنافسهما الجيش الملكي من العاصمة الرباط.
وقد مر نادي الرجاء البيضاوي من عدة مراحل، بداية من حقبة "الأب جيكو" مؤسس فلسفة النادي المرتكزة على اللعب الاستعراضي الفرجوي والتمريرات القصيرة، إلى أن أتت مرحلة الاندماج مع الأولمبيك البيضاوي (أحد أنجح الأندية المغربية خلال النصف الأول من عقد التسعينات من القرن العشرين) في سنة 1996 ، لتشكل هذه المبادرة علامة فارقة في التاريخ الحديث لكرة القدم المغربية، إذ انتقل الرجاء من ناد اعتاد على مركز مريح وسط ترتيب البطولة الوطنية إلى فريق ألقاب وبطولات، نجح خلالها في الهيمنة على كرة القدم المغربية خلال النصف الثاني من عقد التسعينات من القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة، حيث تمكن من إحراز لقب البطولة الوطنية لكرة القدم لست سنوات متتالية بالإضافة إلى لقبين لدوري أبطال إفريقيا.
وتعود مشاركة الرجاء البيضاوي في النسخة الأولى لكأس العالم للأندية بالبرازيل إلى سنة 2000، حيث خرج ممثل المغرب من الدور الأول بعد انهزامه في المباريات الثلاث، إذ خسر "النسور الخضر" أمام كورينثيانز البرازيلي (0-2) والنصر السعودي (3-4) وريال مدريد الإسباني (2-3)، إلا أنه قدم مع ذلك مردودا طيبا أشادت به مختلف وسائل الإعلام الدولية وأعطى لمحة عن مستوى كرة القدم بالمغرب.
والأكيد أن مسار نادي الرجاء البيضاوي لن يكون مفروشا بالورود في تظاهرة كأس العالم للأندية، عندما سيواجه في ثلاث مباريات متتالية، إن تمكن من تحقيق الانتصار في مباراة تلو الأخرى، كلا من نادي أوكلاند سيتي ممثل أوقيانوسيا قبل ملاقاة نادي مونتيري المكسيكي، ممثل الكونكاكاف، صاحب التجربة الكبيرة والحضور الدائم في هذا الحدث، إلى أن يواجه في الدور نصف النهائي نادي أتلتيكو منيرو البرازيلي الذي يلعب له النجم الكبير رونالدينيو.
وهذه المحطات الثلاث تنتظر "النسور الخضر" إن هو أراد أن "يحلق عاليا" ليلاقي نادي بايرن ميونيخ الألماني في المباراة النهائية في 21 دجنبر الجاري بملعب مراكش.