يكتمل سحر كأس العالم FIFA وروعته عندما تلتقي بعض المنتخبات الكبيرة في مجموعة واحدة، للتباري من أجل بطاقتي التأهل إلى الدور التالي، ففي كل مرة تشهد نهائيات كأس العالم FIFA صراعاً ضارياً لتفادي العقبة الأولى. ودائماً ما تعني نهاية الدور الأول نهاية مبكرة لمشوار أحد الفرق المرشحة. موقع FIFA.com يلقي نظرة على أقوى المجموعات التي شهدتها النهائيات في السابق بعد سحب قرعة كأس العالم البرازيل 2014 FIFA اليوم الجمعة. ذكريات بيليه وبلاتيني مع مجموعة الموت عاش العديد من نجوم الساحرة المستديرة فيما مضى أحلك الذكريات بوقوعهم في مجموعات بغاية الصعوبة. فعندما خاض الجوهرة السوداء بيلي غمار أول مونديال له في السويد سنة 1958، وسنه لا يتجاوز 17، لم يتمكن منتخب السامبا من ضمان المرور إلى الدور الثاني إلا بصعوبة بالغة، بعد أن تزعم مجموعته التي كانت تضم منتخب الاتحاد السوفييتي بقيادة حارس المرمى الأسطوري ليف ياشين، والفريق الإنجليزي المثقل بالنجوم أمثال بيلي رايت وتوم فيني، والذي ودع البطولة مبكراً. في حين قاد بيليه اليافع فريقه إلى الفوز بأغلى الألقاب بعد توقيعه على ستة أهداف. وبعد ذلك بعشرين عاماً، لم يحظ كوكب الكرة الفرنسية ميشيل بلاتيني بنفس نجاح بيليه في مستهل نهائيات كأس العالم الأرجنتين FIFA 1978، عندما وقع منتخب بلاده في مجموعة صعبة، وضعته في موقف لا يحسد عليه، مع منتخب البلد المضيف، والفريق المجري، بالإضافة إلى الأزوري صعب المراس. وكان الديك الفرنسي قد سقط ضحية "مجموعة الموت"، حيث احتل المركز الأخير بالرغم من تألق نجمه الشاب ميشيل بلاتيني، الذي تمكن من بلوغ مرمى المنتخب الأرجنتيني. وعلى إثر ذلك عاد الديوك بخفي حنين إلى قواعدهم حيث لم ترحمهم الصحافة الفرنسية. وجهة نظر وفي تصريح لمدرب المنتخب الإيطالي السابق روبرتو دونادوني، أدلى به عندما وضعته قرعة بطولة أوروبا للأمم UEFA 2008 في مجموعة صعبة جداً، قال: "يجب أن نتعامل مع المباريات الصعبة ببساطة". وكان زملاء دونادوني قد اتخذوا من هذه الفلسفة شعاراً لهم في نهائيات كأس العالم إيطاليا FIFA 1990، التي لم تشهد "مجموعة موت" واحدة، بل اثنتين. فمن جهة، لم تنجح منتخبات إنجلترا (4 نقاط) وجمهورية أيرلندا (3) وهولندا (3) في التأهل إلى الأدوار الحاسمة بعد مبارياتها في المجموعة السادسة مع مصر إلا بصعوبة بالغة، ومن جهة أخرى، استهل المنتخب الأرجنتيني حملة دفاعه عن اللقب، آنذاك، بخسارة مفاجئة أمام الأسود غير المروضة بنتيجة 0 : 1، إلا أنه تمكن من ضمان العبور إلى مرحلة الإقصاء المباشر بعد حلوله ثالثاً، بتسجيله ثلاثة أهداف فقط، خلف زملاء روجيه ميلا (4 نقاط)، ومنتخب رومانيا (3). وبالرغم من ذلك فقد بلغ منتخب التانجو بقيادة مارادونا الدور النهائي، واحتل المركز الثاني في البطولة بعد خسارته أمام منتخب المانشافت الألماني. وبالتالي يمكن القول بأن الوقوع في مجموعة صعبة لا يعتبر دائماً نذير شؤم. انتصار ثنائي أمريكا الجنوبية على الحظ العاثر لا شك أن اللعنة لازمت منتخب التانغو الأرجنتيني لوقت طويل، ذلك لأنه كان طرفاً في خمس من عشر مجموعات تعتبر الأصعب على الإطلاق خلال السنوات الخمسين الماضية، بما في ذلك نسختي المونديال الأخيرتين. فخلال نهائيات كأس العالم كوريا واليابان FIFA 2002، وضعته القرعة في مجموعة تضم منتخبات إنجلترا ونيجيريا والسويد، وغادر المنافسات فور انتهاء الدور الأول. بينما تمكن في مونديال ألمانيا 2006 من التأهل إلى المرحلة التالية من المنافسات برفقة المنتخب الهولندي على حساب منتخبي كوت ديفوار وصربيا والجبل الأسود. ولم يكن منتخبا البرازيل (1958 و1970) والأرجنتين (1978)، اللذان فازا باللقب العالمي بعد وقوعهما في "مجموعة الموت" المخيفة، هما الوحيدان اللذان يدركان أهمية البداية الجيدة في نهائيات كأس العالم FIFA؛ فتقديم أداء جيد خلال المباريات الصعبة الأولى غالباً ما ينعكس إيجاباً على مشوار الفريق في البطولة، خصوصاً وأنه يكون بمثابة الإنذار الموجه للمنتخبات المنافسة. وقد يتكرر هذا الأمر للمنتخبات في المجموعة الثانية (أسبانيا وهولندا وتشيلي وأستراليا) والرابعة (أوروغواي وكوستاريكا وإنجلتراوإيطاليا) والسابعة (ألمانيا والبرتغال وغانا والولايات المتحدة) بعد القرعة النهائية للبرازيل 2014 يوم الجمعة.