أدعم حصول إفريقيا على أكثر من 5 مقاعد بنهائيات كأس العالم لم أقل أبدا أنه كان من الخطأ إسناد كأس العالم 2022 لقطر عندما لاحت مناسبة عقد هذا اللقاء الصوتي مع السيد جوزيف بلاتير الحاكم الأول لأمبراطورية الفيفا وهو ينفتح على الإعلام المغربي في خضم تحضيرات المملكة لإستضافة النسخة 10 لنهائيات كأس العالم للأندية، تتهاوى العديد من الأسئلة وتعن للخاطر العديد من الإستفهامات، فالرجل المحاور هو شخصية مثيرة للجدل بقراراتها وتصريحاتها وطريقة إدارتها لواحدة من أكبر المؤسسات كونية وإحتضانا لدول العالم. لقاء صوتي مع بلاتير صممته وسائل إعلام مغربية كانت بينها «المنتخب» جال بين الكثير من القضايا الساخنة أبرزها ما تداعى في الآونة الأخيرة بعد صدور قرار من لجنة الطوارئ التابعة للفيفا بإلغاء الجمع العام العادي للجامعة. عن طبيعة هذا القرار وعن تداعياته وعن أهلية المغرب لتنظيم كأس العالم للأندية وحظوظه لتنظيم كأس العالم للمنتخبات يدور هذا الحوار الحصري والإنفرادي. المنتخب: ألا تقلقكم الوضعية الحالية التي تعيشها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ونحن على بعد أيام من إنطلاق منافسات كأس العالم للأندية؟ جوزيف بلاتير: لم أفهم القصد من السؤال، فلا يبدو هناك تعارض بين الأمرين، أنا قلت قبل قليل أن المغرب هيأ ملعبين رائعين وأبدى كامل الإستعداد بحسب ما تأكد لنا لتنظيم كأس العالم للأندية في أحسن مستوى. - المنتخب: هل تتوقعون أن ينظم المغرب عن قريب كأس العالم للمنتخبات؟ جوزيف بلاتير: لا أستطيع أن أجزم ذلك الآن، فقرار إسناد كأس العالم لنسخ قادمة لم يتحدد بعد، لقد عهدنا إلى البرازيل بتنظيم كأس العالم صيف سنة 2014، وعهدنا إلى روسيا بتنظيم كأس العالم لسنة 2018 وإلى قطر بتنظيم كأس العالم 2022. أما كأس العالم لسنة 2026 فما زال الوقت طويلا لتحديد الترتيبات الخاصة بها. - المنتخب: هل صحيح أن الفيفا عهدت للمغرب بتنظيم كأس العالم للأندية لعدم وجود مرشحين لتنظيمها؟ جوزيف بلاتير: لا.. لا الأمر ليس صحيحا على الإطلاق، تعرفون أن لنا عقد شراكة مبرم لمدة طويلة مع الشريك الرئيسي لكأس العالم للأندية، لقد كانت اليابان على إستعداد لأن تستضيفها كما كان الحال في سنوات ماضية إلا أننا رغبنا في التغيير، لقد كان هناك مرشحون آخرون منهم جنوب إفريقيا ومنهم المكسيك، وقد قررنا إسنادها لإفريقيا لأن الفيفا كانت ترغب في العودة إلى شمال إفريقيا بمثل هذه الأحداث الرياضية الكبرى، وأنا سعيد كون أن المغرب حظي بهذه الثقة. - المنتخب: مع الصعود المتواتر للمنتخبات الإفريقية والتألق الكبير بأعداد كثيرة للاعبين الأفارقة في البطولات الأوروبية والعالمية، ألا ترون أنه من الضروري أن تعيد الفيفا حساباتها بأن ترفع من تمثيلية القارة الإفريقية في نهائيات كأس العالم، أي أن تمنحها أكثر من المقاعد الخمس الممنوحة اليوم؟ جوزيف بلاتير: أثرتم نقطة مهمة هي في صلب أحاديثنا الحالية، تعرفون أنني قلت قبل أيام للإصدار الجديد للفيفا (fifa wikly) أنه علينا بعد نهاية كأس العالم التي ستقام بعد أشهر بالبرازيل أن نعيد وضع الكوطة الخاصة بالقارات، لأنه في 32 منتخبا الذين يتأهلون للنهائيات هناك 13 منتخبا أوروبيا، وبالنظر لما هو موجود حاليا ستتواجد ستة منتخبات من أمريكا اللاتينية من أصل 10، وأن تحصل قارتان على 19 مقعدا فهذا أمر مغالى فيه، الآن على منتخبات القارات الأخرى أن تظهر ما يساعد على رفع كوطتها في نهائيات كأس العالم. اليوم ومع تأهل منتخبات أثبتت جدارتها في نهائيات كأس العالم سابقا كالكامرون ونيجيريا وكوت ديفوار فأنا أتصور أن إفريقيا سيكون لها ممثلون من طراز رفيع، (لم يكن وقت إجراء الحوار قد تأكد تأهل منتخب الجزائر وغانا)، أتصور أن بإجراء كأس العالم بالبرازيل على أرض متعددة الثقافات سيكون بمقدور المنتخبات الإفريقية أن تضع بصمتها، وإعتمادا على النتائج المسجلة على أرضية الملعب سيكون بمقدور إفريقيا أن تحدد طلبها علنا للحصول على مقاعد إضافية عندما يحين موعد مناقشة هذا الموضوع داخل كونغريس الفيفا، ولتكونوا واثقين من أنني سأدعم طلب إفريقيا. - المنتخب: إن قررتم داخل الفيفا تعديل موعد إقامة نهائيات كأس العالم لسنة 2022 بقطر وإجرائها شتاءا بدلا من الصيف، ألا تعتقدون أن ذلك قد يجر عليكم دعاوى تتقدم بها الدول التي تنافست مع قطر باعتبار أن ما تم التصويت عليه هو تنظيم هذا المونديال صيفا بقطر؟ جوزيف بلاتير: إلى اليوم نحن بصدد التشاور والتحري والبحث إن كان بالإمكان نقل كأس العالم لسنة 2022 من فصل الصيف إلى فصل الشتاء، لم نتخذ بعد أي قرار بهذا الشأن ولكننا أخذنا قرارا بالتشاور وستعرف النتائج بداية السنة القادمة. لا نعتقد أنه سيكون هناك إعتراض من الجامعات الوطنية التي تنافست مع قطر على تنظيم كأس العالم 2022 لسبب بسيط هو أن دفتر التحملات الذي وضع رهن إشارة كل المرشحين توجد به فقرة تقول بأن من حق الفيفا لجنة تنفيذية ولجنة تنظيمية، أن تلحق كل التغييرات التي تراها ضرورية، عموما أعتقد من مبدإ التضامن فإن عائلة كرة القدم العالمية ستكون سعيدة بأن تقام كأس العالم لأول مرة بدولة عربية. - المنتخب: هل بمقدور كأس العالم للأندية أن تكون حدثا مربحا للبلد المنظم؟ جوزيف بلاتير: بالطبع يمكنها أن تكون ذات عائدات مالية واستثمارية وإن لم تكن بنفس مستوى عائدات كأس العالم للمنتخبات، كأس العالم للأندية هي من أكبر الأحداث التي تشرف على تنظيمها الفيفا، بالإمكان أن تكون العائدات أكبر لو إتسعت رقعة المنافسة ولكن بحكم ضيق الأزمنة والأجندات لا يمكن التفكير في منافسة تستغرق أكثر مما تستغرقه حاليا كأس العالم للأندية، قد نتساءل عن دخول بطلي أوروبا وأمريكا اللاتينية مع الدور نصف النهائي ولكن هذا أمر قابل للنقاش. عموما كأس العالم للأندية مسابقة متمتعة بكل أسباب النجاح الرياضي على الخصوص بخاصة وأننا في السابق كنا نشهد فقط كأسا بين بطلي قارتي أوروبا وأمريكا اللاتينية، اليوم هناك صراع بين أبطال كل القارات وما أتمناه هو أن ينجح أبطال قارات إفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا في إحراج الكبار للتأكيد على أحقيتهم بالتساوي في نظام المنافسة، ومن هنا أتمنى حظا سعيدا لنادي الرجاء البيضاوي لأن مع نجاحاته ستحقق البطولة نجاحات كبيرة. - المنتخب: نعود ونسأل، هل سيكون لقرار لجنة الطوارئ بعدم الإعتراف بالجمع العام للجامعة إنعكاس سلبي على تنظيم كأس العالم للأندية؟ جوزيف بلاتير: بالتأكيد لا، لقد قلت قبل قليل أن الجامعة المغربية اعترفت بخطإها ومستعدة للتعاون مع الفيفا من أجل مطابقة أنظمتها الأساسية، وما أنا متأكد منه أن المغاربة يقفون كلهم صفا واحدا من أجل إنجاح كأس العالم للأندية. - المنتخب: السيد الرئيس كيف تحاكمون تطور كرة القدم الإفريقية بخاصة على مستوى المؤسسات وأنتم الذين عاقبتم كثيرا من الجامعات الإفريقية على تدخل السلطات العمومية في تسييرها؟ جوزيف بلاتير: الأمر لا يقتصر على إفريقيا، يجب القول على أن كرة القدم تستوجب نوعا من الإستقلالية في إتخاذ القرارات للوصول إلى أفضل تنظيم ممكن، ولكن من دون أن يصل ذلك إلى إستقلالية كاملة عن الحكومات التي هي الداعم الأول لكرة القدم، ما يجب أن نشتغل عليه كلنا وما كنت أؤكده دائما للحكومات أن المنتخب الوطني هو أحسن سفير للبلد لأن اللاعبين يحملون ألوان البلد ويتغنون بنشيده الوطني ويرفعون علمه عاليا، أما ما يتعلق بالتطوير المستقبلي فإننا سندعو 27 مديرا تقنيا للجامعات الإفريقية لعقد إجتماع ما بين 18 و21 دجنبر بمراكش على هامش منافسات كأس العالم للأندية وستكون مناسبة لنتحدث عن أساليب تطوير كرة القدم الإفريقية، علما بأن تطوير الكرة الإفريقية إستفاد من البرنامج الذي أطلقناه بجنوب إفريقيا على هامش كأس العالم 2010 تحت عنوان «نفوز بإفريقيا مع إفريقيا» والذي حقق نجاحا كبيرا، وسنستمر في دعمنا لهذه التوجيهات. - المنتخب: هل يمكن عند عرض وجهة نظر الجامعة بخصوص ما حدث في الجمع العام أن تلغي الفيفا قرار لجنة الطوارئ؟ جوزيف بلاتير: بالقطع لا يمكن القول بهذا، فما تقرر على مستوى لجنة الطوارئ سيكون موضوعا على مائدة النقاش خلال إجتماعات المكتب التنفيذي يومي 4 و5 دجنبر بالبرازيل، ومن دون شك فإن المكتب التنفيذي سيدعم هذا القرار وسيطالب بتنفيذه فورا لأن له علاقة مباشرة بتطابق الأنظمة الأساسية للجامعات مع الأنظمة النموذجية للفيفا، وإذا ما تغير شيء قبل هذا التاريخ فالقرار النهائي سيعود بالطبع للمكتب التنفيذي. - المنتخب: في رسالتي الفيفا وفي قرار لجنة الطوارئ عمدتم إلى ذكر الفصلين 13 و14، فهل تعتقدون أن هناك تدخلا للسلطات العمومية في تسيير الجامعة؟ جوزيف بلاتير: أنا رئيس للفيفا وأعرف جيدا كل القوانين ولكنني لم أتابع عن قرب الجمع العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ولم أقف على درجة الخروقات التي حدثت فيه حتى أكون على بينة مما إستدعى إستصدار هذا القرار من قبل لجنة الطوارئ، وهو القرار الذي قال الرئيس الجديد للجامعة أنه يقبل به، لا أعرف إن كان هناك تدخلا سياسيا أم لا ولا أريد أن أعطي رأيا في هذا الموضوع. - المنتخب: هل تعتقدون أن كأس العالم للأندية بالمغرب ستشهد إقبالا جماهيريا كبيرا؟ جوزيف بلاتير: بلا شك، ما أنا متأكد منه أن المدرجات لن تبقى فارغة، لطالما أن الأندية المشاركة ستحمل معها جماهيرها وعاشقيها إلى أكادير ومراكش. - المنتخب: قلتم ذات وقت أنه كان من الخطإ إسناد تنظيم كأس العالم لقطر، هل كنتم تقصدون فعلا ذلك؟ جوزيف بلاتير: حتى أكون واضحا معكم أنا قلت أنه من الخطإ أن ننظم كأس العالم في قطر في فصل الصيف تحت درجة حرارة تصل إلى 50 وأبدا لم أقل أنه كان من الخطإ إسناد تنظيم كأس العالم 2022 لقطر، بدليل أننا خلال آخر إجتماع للجنة التنفيذية التي أرأسها أعدنا التأكيد على أن قطر ستنظم فعلا كأس العالم لسنة 2022 وعلى أنها مؤهلة من كافة النواحي لإنجاح هذا الحدث الكوني، غير ذلك فما يقال أحيانا على لساني ليس هو الحقيقة. - المنتخب: كلمة أخيرة السيد بلاتير جوزيف بلاتير: هي فرصة أسعدتني بلقائكم وستسعدني أكثر لو قمتم كإعلاميين بتقديم الإشعاع الكامل لمنافسة كأس العالم للأندية التي سننظمها بالمغرب وسأكون حاضرا خلالها بينكم لأشهد نجاحها التنظيمي، شكرا لكم. طرح الأسئلة: ميمون محروج صاغ الحوار: بدر الدين الإدريسي