من يصلح العطب في كلاسيكو الغضب؟ الطوسي إستبدل القبعة وفاخر في قلب المعمعة
تطل البطولة بمواجهة حارقة وقمة كبيرة بين فريقين صنعا الحدث الموسم المنصرم من خلال صراعهما المشوق الذي استمر لغاية الدورة الأخيرة بحثا عن الدرع الذي عرف طريقه لخزائن النسور الخضر. الرجاء يواجه الجيش في قمة الجولة السادسة و في مباراة بتوابل مثيرة بعد تأكيد عودة الطوسي للإشراف على الفريق العسكري من جديد ليواجه فاخر في حوار مثير بين إطارين وطنيين هما الأنجح خلال السنوات الأخيرة بالمغرب. قراءة في مشهد كلاسيكو مفتوح على كل الإحتمالات. سيناريو الخميس الأسود خلق كلاسيكو إياب الموسم المنصرم والذي احتضنه مركب محمد الخامس الكثير من البوليميك، قبل إجرائه من خلال الإرتباك الذي رافق برمجته بعدما عاد الفريق العسكري متاخرا من ليبيا، وتشبت كل طرف بموقفه مما ساهم في تأجيج الأوضاع أكثر وحمل القمة على إثارة غير مسبوقة إنتهت بأحداث مؤسفة اعتبرت الأسوأ والأعنف بالمغرب خلال السنوات الأخيرة، بعد التنكيل والعبث الكبير بممتلكات أبرياء بالمدينة الإقتصادية إنتهت بإحالة أكثر من 200 مناصري الفريق العسكري على العدالة. سيناريو الكلاسيكو أو ما بات يعرف بالخميس الأسود يومها أصبح مجرد ذكرى لكنها تتجدد كلما تجدد نزال الطرفين وكلما اقترب الموعد الكبير لحوارهما الكروي من جديد. حكاية درع حائر لم يسفر كلاسيكو الرباط الموسم المنصرم ولا حتى كلاسيكو العودة بالدار البيضاء عن فائز، بعدما انتهت المبارتان معا بالتعادل الإيجابي هدف في كل مرمى، وحتى نزال نهائي الكأس إنتهى متكافئا قبل أن تحسمه ضربات الترجيح لصالح النسور الخضر. الصراع المثير وضع الفريقين على مسافة قريبة من بعضهما لغاية الجولة الأخيرة، حيث عرف الفريق الرجاوي كيف يغير طريق الدرع لخزانته. هذه المرة الكلاسيكو يأتي والفريقان اللذان صنعا الحدث على مستوى قمة البطولة، يمران من وضعية صعبة للغاية وهو ما يجعلها مباراة بقراءة مختلفة عن مشهد الموسم المنصرم. اليوم لا يشبه البارحة بخلاف وضعهما السابق لا يمر الرجاء البطل والجيش الوصيف بلحظات طيبة هذا الموسم على الأقل مع البداية، وعن كان وضع الفريق العسكري أسوأ من خلال كثرة التغييرات التي همت إدارته التقنية والتي انتهت بعودة الطوسي كما سبق وإن تنبأنا بذلك. وضع اليوم يجعل المدرب فاخر في ورطة حقيقية لأنه مطالب بالفوز في هذه المباراة دون سواها و غير نتيجة الإنتصار ستفتح عليه جبهات صداع بألف لون، مقابل أريحية الطوسي المقبل على مواجهة قد تزيد من رفع أسهمه و التأكيد على أن مدرب أندية و ليس منتخبات في حال توفق في مسعاه. إبتعاد الفريقين بهامش واسع من النقاط عن المتصدر التطواني، يجعل إصطدامهما عنيفا لأن الخاسر سيوضع على بعد مسافة كبيرة من حلم المنافسة على الدرع، كما أن الخسارة في محطات الكلاسيكو غالبا ما تداعت بقاياها لتؤثر على استقرار المجموعة وقتا طويلا. تصحيح الصورة الرجاء المستقبل هو المطالب بالفوز لاعتبارين، أولهما مرتبط بلعبه داخل قواعده والثاني كونه مطالب بتحقيق انتصاره الأول هذا الموسم داخل قواعده. الجيش حتى وإن كان يلعب بعيدا عن العاصمة الرجاء وفي ضيافة منافس غليظ الحجم من طينة الرجاء إلا أنه بدوره مطالب بالخروج بأقل الأضرار من هذه القمة، بعدما استنفذ الفريق هامش الخطأ والخسارات في مباريات سهلة مع الإنطلاقة. تواجد عدد كبير من اللاعبين من ذوي الخبرة والتجربة ونصف منتخب المحليين في هذه القمة، يجعل منها ترمومتر حقيقي لقياس تطور منتوج البطولة الإحترافية ومعه قدرة المحلي على تقديم الأفضل في المواعيد الكبيرة. الرجاء بعد موقعة الكأس يرى في المباراة بروفة مثالية لتأهيل لاعبيه لمونديال الأندية والجيش يراهن على الديكليك عبر بوابة الكلاسيكو الكبير بتحقيق انتصار سيكون بألف فائدة.