قمتان حارقتان وممتعتان بين ميلان وبرشلونة وريال مدريد وجوفنتوس حامل اللقب يمهد للعبور السهل والباريسيون لتأكيد التفوق والطموح يعود مسلسل عصبة الأبطال الأوروبية للبث من جديد بعد توقف قصير أملته ظروف البطولات الأوروبية وإقصائيات كأس العالم بالبرازيل 2014، وستعرف الجولة الثالثة مجموعة من الإصطدامات الحارقة بين كبرى الأندية القارية والذين سيتنافسون من أجل خطف التذاكر المبكرة للدور المقبل وكذا الصراع من أجل حسم المراكز الأولى على رؤوس المجموعات.
المان وشاختار جبنا إلى جنب بعدما تعادلا في المباراة القمة عن الجولة الماضية سيكون متصدرا المجموعة الأولى مانشستير يونايتد وشاختار دونيتسك على موعدين ملغومين ومقررين هامين في مستقبل المجموعة. أبطال إنجلترا والذين يملكون 4 نقاط إسوة بالأوكرانيين سيكونون أمام فرصة سانحة لرفع الغلة وتحقيق فوز واجب وضروري بالأولترافورد للبقاء في الريادة وذلك على حساب ريال سوسيداد الإسباني، فيما يعتبر الأخير المباراة بمثابة حياة أو موت لأن رصيده خالي من أي نقطة وأي نتيجة عدا الإنتصار أو التعادل ستقبر مبكرا آماله في المنافسة على التأهل للدور المقبل. أما الزعيم الثاني شاختار والذي يتفنن في تعذيب منافسيه قبل إسقاطهم فسيرحل إلى ألمانيا لمواجهة بايير ليفركوزن في قمة متوازنة ومعقدة، إذ تتضاعف قوة المضيف على أرضه ويزداد إصراره على الفوز بين جماهيره وهو المعطى الذي سيحرج الضيف الأوكراني المطالب بعدم السقوط وبالتالي التراجع للمرتبة الثالثة. نار وإعصار بالبيرنابيو هي بالتأكيد إحدى المباريات الأقوى والأشرس ليس بين جميع مباريات الجولة الثالثة وإنما في مسابقة هذا الموسم بأكملهما نظرا لحساسيتها ونديتها بين عملاقين أوروبيين يحملان إرثا وتاريخا عظيما. الملوك أصحاب الريادة بست نقاط سيبحثون عن تحقيق العلامة الكاملة لوضع القدمين معا بنسبة كبيرة في المحطة المقبلة من العصبة، وهم من يحلمون منذ سنوات بالعودة إلى منصة التتويج ومعانقة صاحبة الأذنين التي فرت منهم بسوء حظ أو قلة دهاء خلال المواسم الأخيرة. بيد أن رفاق كريستانو رونالدو سيصطدمون بجدار إسمنتي إسمه جوفنتوس إنطلق بتعثر ولم يربح سوى نقطتين جعلته وصيفا في المجموعة، ويمني أبناء المدرب كونتي النفس لخلق المفاجأة بمدريد والبصم على الإنطلاقة الحقيقية في سباق التنافس على الكأس، مما يوحي بمعركة إسبانية إيطالية ضارية بحمولات تاريخية وكروية متعددة وممتعة. ويجمع اللقاء الثاني بين غلطة سراي وضيفه كوبنهاغن الدانماركي وهو النزال الذي سيدخله الأتراك بشعار الفوز لا غير لتفادي الوقوع في بئر أزمة عميقة ومتشعبة أوروبيا ومحليا. باريس لا تخاف يعقد الفرنسيون كل آمالهم على باريس سان جيرمان ممثلهم القوي والبارز في المسابقة والذي بإمكانهم مقارعة الزعماء التقليديين ومزاحمتهم في الأدوار المتقدمة. «البي إس جي» إختمرت تجربته وزادت حنكته بعد إمتحان العام الماضي وهو ماضٍ هذا الموسم نحو تحقيق عبور سهل إلى الدور المقبل، والذي سيبدأ بالعودة بنتيجة إيجابية من بلجيكا حيث سيحل ضيفا ثقيلا على أندرلخت متذيل المجموعة الثالثة بصفر نقطة، ويملك أصدقاء إبراهيموفيتش كل المقومات لضرب المضيف بملعبه من أجل بلوغ النقطة التاسعة. مطارداه أولمبياكوس وبنفيكا سيصطدمان وجها لوجه في مواجهة حارقة وحاسمة في هوية وصيف المجموعة، ويتشابه الفريقان من ناحية أسلوب اللعب كما تتوحد رغبتهما معا في عبور حاجز المجموعات الشيء الذي يفيد بصعوبة الحوار البرتغالي اليوناني وكثرة حساباته في نزالٍ متكافئ بقلعة النور في العاصمة لشبونة. حامل اللقب لا يُقاوَم يمشي بايرن مونيخ بثبات ودون تعقيدات نحو حجز تذكرة سهلة ومبكرة إلى الدور المقبل إحتراما لقوته كحامل لقب ونظرا إلى سيطرته المطلقة على زمام مجموعته الرابعة. الوحش البافاري وبعدما إلتهم سيسكا موسكو ومانشستير سيتي بشراهة تبدو شهيته مفتوحة لإفتراس باقي الخصوم، ويخطط لإصطياد فيكتوريا بلزن التشيكي الحلقة الأضعف بين منافسيه لإشباع ذاته وجماهيره التي إعتادت أن يسحق الفريق كل من يتجرأ الوقوف في وجهه وذلك بدك شباكه بدون شفقة أو رحمة. ومنطقيا وإذ يتضح بايرن كأول المرشحين للتأهل فإن البطاقة الثانية ستُلعب بين مانشستير سيتي وسيسكا موسكو صاحبي المركز الثاني بثلاث نقاط، واللذان سيلقيان بالصقيع الروسي في مباراة بشبابيك مغلقة الفائز فيها مولود والخاسر فيها مفقود ولا مجال للتكهن بنتيجتها خصوصا في ظل تقارب مستوى الناديين رغم التجربة الطفيفة والأسماء الرنانة في كثيبة مانويل بيليغريني. شالك يتحدى تشيلسي تعرف المجموعة الخامسة غموضا وتحديا صعبا لتشيلسي الذي وجد نفسه معذَبا ومنافَسا بعناد من منافسيه الصعبين شالك الألماني وبازل السويسري. البلوز بقيادة الداهية جوزي مورينو ركعوا في الجولة الأولى ضد السويسريين لكنهم سرعان ما راجعوا الأوراق في المحطة الثانية برومانيا أمام ستيوا بوخاريست، بيد أن الإختبار الحقيقي والتحدي العسير سيكون خلال الجولة الثالثة بألمانيا ضد شالك المتصدر بإنتصاريين ثمينين. الإنجليز يتخلفون بثلاث نقاط عن الألمان سيرغبون في إذابة جليدها خلال هذه القمة الملتهبة في حين سيسعى زملاء بواتينغ إلى توسيع الفارق وتقريب مسافة التأهل، وهو المبتغى الذي يتمنى بلوغه بازل السويسري المسافر إلى بوخاريست لمقارعة المضيف وكله أمل لحصد النقاط الثلاث للبقاء في سباق المطاردة الذي سيكون حاميا بين الثلاثي العنيد. هل يفعلها أرسنال؟ إنبهر جل المتتبعين والنقاد من المستوى الكبير الذي بات يقدمه أرسنال على صعيدي البريميرليغ وعصبة الأبطال حيث الأداء مرتفع والإقناع موجود في أبهى صوره. المدفعجية وعكس المواسم السابقة أمسى يحصد الإنتصار تلو الآخر وبطرق ساحرة وممتعة وأبرزها تلك التي نالها في مجموعته السادسة حين قلم أظافر مارسيليا ثم لقن نابولي درسا في فنون اللعبة لينقض على الصدارة بجدارة، بيد أن المحك القوي سيكون خلال الجولة الثالثة ومع المباراة السد ضد وصيف البطل وقطار ألمانيا السريع بروسيا دورتموند. الفنان مسعود أوزيل وبقية الفرسان يعلمون أن المواجهة غاية في التعقيد والحسابات التكتيكية والرقمية لكنهم عازمون على مواصلة إبهار المشجعين بتحقيق العلامة الكاملة، فيما سيحط الألمان الرحال بلندن والخطأ ممنوع لتفادي الوقوع في مأزق الإنزلاق إلى الخلف والسقوط في الشك ومن بعده الإقتراب من الإقصاء الذي سيكون كارثيا على زملاء ليفاندوفسكي إذا طرق أبوابهم. ويأتي التهديد الخطير من إيطاليا وتحديدا من نابولي التواق إلى إستعادة الأمجاد والتموقع بين الثمانية الكبار في القارة، ويصبو الطاليان إلى بلوغ النقطة السادسة بعد نهاية مرحلة ذهاب المجموعات وهو رهان وارد لكنه صعب في ظل الرحلة المفخخة إلى الفيلودروم، حيث حوار ناري ضد مارسيليا الغريق والمُجبر على الإنتصار وإلا فالخروج الصاغر في الإنتظار. عطش أتليتيكو وكبرياء بورطو رغم أن البعض يعتبرها بالمجموعة الأضعف والأقل ندية بين باقي المجموعات إلا أن المجموعة السابعة تكذب التكهنات وتجيب بأنها حبلى بالتشويق والمفاجآت. فأتليتيكو مدريد فاجأ الكل حينما بصم بالخمسة وقبض على زمام الأمور بيد من حديد إثر إنتصاره في مقابلتين متتاليتين على أبرز منافسين وهما زينيت سان بيطرسبوغ وبورطو، هذا الأخير إستسلم بقواعده في الجولة الثانية للإسبان الذين كسروا عقدة السنين وضربوا عصفورين بحجر واحد إسقاط المطارد والتحليق في الزعامة. وسيكون رفاق القناص كوستا في مهمة سهلة وهم يتوجهون إلى فيينا لمواجهة أوستريا المحلي في قمة المتناقضات، وأعين وقلوب الروخي بلانكوس لا ترى في المقابلة سوى نقاطها الثلاث لمضاعفة الحظوظ في خطف بطاقة تأهل مبكرة. وفي لقاءٍ ثانٍ بألوان الإثارة والندية يستقبل بورطو ضيفه زينيت وكل آماله معلقة على الفوز للحفاظ على كبريائه والإبقاء على آماله في العبور، ودأب التنين الأزرق على الحضور المحترم في الأدوار المتقدمة طيلة المواسم الفارطة من العصبة ولا يريد التفريط في هذا التقليد رغم عناد الروس وعدم إستسلامهم بسهولة. طوفان وإعصار بسان سيرو كلاسيكو أوروبي مرتفع الحرارة قبل وأثناء وبعد حدوثه ومعركة كروية أصيلة ومغرية بين مدرستين عريقيتين ومن أسس قلعة كرة القدم القارية والعالمية. ميلان وبرشلونة مواجهة لا تتكرر كل يوم وموعدها يترقبه الصغير قبل الكبير، وما حدث خلال ثمن نهائي المسابقة خلال الموسم الماضي من فصول وأحداث مثيرة في لقائي الذهاب والإياب إلا نموذج على ما تعرفه مباريات الفريقين من إحتكاك كروي وإعلامي في أقصى درجات نديته. البارصا يتصدر مجموعته الثامنة بست نقاط ويعرف أن حكايته مع ملعب سان سيرو ليست جيدة في مجملها بيد أن الوضعية الحالية لمنافسه ميلان قد تجعله يجهز عليه بالضربة القاضية، لكن الروسونيري يريد الثأر من الكطلان وتجريدهم من الصدارة رغم الغيابات والإصابات في صفوفه. حوار ميلان وبرشلونة حارق كاللهيب والفائز منهما سيخطو خطوة مهمة نحو التأهل، أما التعادل فقد يخدم مصالح أجاكس أكثر في حال تحقيقه لإنتصار خارج القواعد أمام سيلتيك متذيل الترتيب بصفر نقطة.