لو جرى تأجيل مباراة لريال مدريد أو برشلونة بالليغا الإسبانية أو لجوفنتوس أو أس ميلان بإيطاليا أو لباييرن ميونيخ وبروسيا دورتموند بألمانيا فجأة بدون سابق إنذار لقامت الدنيا ولم تقعد، فأدبيات الإحتراف وضوابط التعاملات الإقتصادية الصارمة ترفض أن تؤجل مباراة من دون أن يكون هناك ظرف طارئ لا يقوى عليه أحد. أما عندنا نحن فليس هناك من ضرر أدبي ولا حتى معنوي أو اقتصادي أن يعلن عن تأجيل مباراة للوداد أمام الفتح في آخر لحظة وتكون الطامة العظمى أن المباراة لم تؤجل للظرف القاهر الذي عنيته في السابق. المباراة بحسب الأخبار الواردة علينا تنقلت بين أكثر من ملعب مع دخول قرار مجلس الدارالبيضاء حيز التنفيذ بإخضاع عشب مركب محمد الخامس للإستصلاح تحسبا لفصل الشتاء الذي يتضرر فيه العشب بفعل التساقطات لأنه لا يتوفر على نظام حمائي كما هو الحال بملاعب أوروبا التي لا يصفر عشبها حتى لو نزلت درجة الحرارة تحت الصفر ولا يتعفن حتى لو تهاطلت الأمطار بالكميات الرهيبة التي تعرفها دول الشمال والوسط بأوروبا. كان التفكير أولا ببرمجة المباراة بملعب البشير بالمحمدية إلا أن الأخبار قالت أن بعثة ودادية زارت الملعب ووقفت على حقيقة أن عشبه ليس بالجودة المعهودة، فكانت الوجهة مراكش ثانيا وتحديدا الملعب الكبير، وهنا ستتدخل السلطات الأمنية لمدينة مراكش لتمنع إقامة المباراة لأسباب أمنية وقائية واحترازية نفهمها جيدا، بخاصة عندما نعرف أن جماهير الوداد والرجاء أصبحت تتحرك إلى ملاعب الخصوم بتأطير أمني يمنع كل خروج عن القانون، وطبعا عندما استحال اللعب بمراكش قبل فريق الوداد بما لم يكن يرضى عنه، أي اللعب بالمحمدية، وما هي إلا ساعات حتى نزل خبر التأجيل كالصاعقة ليس فقط لأنه سينقص مباراة من الدورة الخامسة بما يتداعى جراء ذلك من مشاكل على مستوى البرمجة والحجز التلفزيوني، ولكن أيضا لأنه سيعطينا وجها آخر من أوجه سيئة كثيرة عرت عنها البرمجة التي لا نظنها وصلت درجة من الإحترافية. قلنا دائما أننا نصر على أن نسير بطولة نقول عنها إحترافية بأسلوب هاو لا يقيم أي اعتبار للوازم وضوابط الإحترافية التي وحدها تضمن للأندية عائدات عينية من المبارايات التي هي أصل الموارد والإستثمار، وقد عتبت على لجنة البرمجة لأن لها أحكاما تشتغل بها، فهي تحصل من كل فريق يلعب البطولة الإحترافية على الملعب الذي يأوي مبارياته وأيضا على الملعب البديل في حال حدوث أي إكراه، وعندما كانت إدارة الوداد على علم قبل شهر بقرار إغلاق مركب محمد الخامس بحسب ما أكده مصدر من داخل مجلس مدينة الدار البيضاء، فقد كان عليها أن تنقل صيغة القرار إلى لجنة البرمجة لتتدبر الأمر من دون أن يؤثر ذلك على سير البطولة الإحترافية، أما غير ذلك فإنه يلزم لجنة البرمجة داخل الجامعة بأن تفرض على الوداد أن يلعب مباراته أمام الفتح من دون أخذ بالأعذار مهما كانت وجيهة. ولكن عندما نخيط الإحتراف على مقاسنا الفكري لا نتصور أن الدنيا ستقوم ولن تقعد لقرار مفاجئ بتأجيل مباراة للوداد.