البروفايل والشرعية يتنازعان من أجل رئاسة مقعد جامعة الملايير لقجع يعد بالمال وإنهاء التقشف وقنابي يراهن على إعادة أمجاد الكرة المغربية الفهري رقم بارز في المعادلة رغم تبني قرار الإنسحاب الكرتيلي الثوري ومفاجأة لحظة الحسم قد تربك كل الترشيحات من هم المرشحون لخلافة الفهري الذي أكد التزامه بالإنسحاب من سباق الترشح؟ وأخيرا، كيف تطبخ الكواليس ومن هم رجال المرحلة المفترضون احتكاما للبروفايلات والشرعية ؟ هذه هي أسئلة المرحلة والأسئلة التي تثار حاليا باقتراب موعد جمع الجامعة والذي تأخر عمليا عن موعده الطبيعي بأكثر من 6 أشهر، الشيء الذي يعزز الطرح القائل بأن التسيير الحالي هو تصريف للأعمال واشتغال خارج الزمن. الجامعة التي حركت الكثير من المياه الراكدة ومنصب رئاسته الذي عرف الكثير من المتغيرات عن السابق، بخصوص طريقة اختيار من يتولاه، هي اليوم في مفترق الطرق بين الإنتصار للديموقراطية والشرعية وبين تكريس الوضع الحالي الذي تجهل طبيعته ولا المغزى من استمراره. في المتابعة التالية تدقق «المنتخب» في هويات المرشحين للمنصب المثير للجدل وتبحث في سجلاتهم ومناورات الظل ومن يحركها.. 16 أبريل.. نهاية السير شكل التاريخ نهاية لفترة واستشراف أخرى، حيث انتهت فعليا الولاية الجامعية الممتدة لأربع سنوات ومعها بدأ الحديث عن ضرورة تأجيل الجمع العام لما تفرضه أجندة المنتخبات الوطنية من رهانات وأيضا الإستحقاقات الخاصة باحتضان المغرب لتظاهرات تحدثت عن ضرورة الإستقرار وضرورة إبقاء الوضع على ما هو عليه. إنتهت البطولة الإحترافية وأتت محرقة دار السلام على حظوظ التأهل لكأس العالم وتوقفت مسيرة الأسود بالأرقام، فلم يعد هناك من مجال لطرح فكرة التأجيل. وبمجرد أن انتهت كل هذه الإستحقاقات التي عرقلة جمع الجامعة، طفا للسطح إشكال آخر قانوني هذه المرة مرتبط بالنزاع حول ترسانة القوانين التي بالإمكان الإستناد إليها كديباجة أساسية للجامعة بين طرح الوزارة المطالب ببعض التنقيحات وبين تشبث الجامعة بما عرضته من مقترحات. 19 يوليوز زلزال منتصف الليل لم يكن جمع الجامعة ليعرف هذه الإنعطافة وهذه المتغيرات لولا الإفرازات التي أعقبت ليلة 19 يوليوز والتي شهدت قرارا مفاجئا ما يزال الغموض يلف حيثياته والذي يهم إرجاء جمع أعدت له الجامعة عدتها من الألف للياء. الإنعطافة المقصودة لم تكن مرتبطة بقرار تأجيل الجمع، بل بقرار الرئيس علي الفاسي الفهري نفسه بالتنحي وترك جمل الرئاسة بما حمل ليؤكد رغبته في الذهاب ورغبته في التفرغ لانشغالات خاصة وهو ما تم تأكيده ببلاغ رسمي وعاد ليدعمه بتصريحات لاحقة موازية. زلزال منتصف هذه الليلة كانت له تداعياته على مستوى حراك غريب وكبير في الكواليس بين من يدعو إلى مطالبة الفهري بالعدول عن قراره وبين تيار آخر يرى ضرورة منح الفرصة للتغيير ومنح الفرصة لوجوه جديدة لتطلع بدورها كما ينبغي له أن يكون. وهنا سيتم التأكيد على ضرورة مراجعة الديباجة موضع النزاع بين الجامعة والوزارة، ومن بين ما حملته نقاط الخلاف نقطة الشروط والأهلية المطلوبة في الرئيس المرتقب وكذا طريقة ونمط الإقتراع. صقور المرحلة والكرسي المغري بعد أن أثيرت أسماء المرشحين لمنصب رئاسة الجامعة في الفترة السابقة وهي الترشيحات التي تم إلغاؤها بمجرد إجهاض الجمع العام المذكور، لم تظهر لحد الآن مؤشرات بخصوص نوع وقيمة الترشيحات ولا حتى القبعات والمظلات التي سيستندون إليها في معركة الترشح لخلافة الفهري. الوجه الذي صعد نجمه للسماء في هذه الفترة لم يكن سوى فوزي لقجع رئيس النهضة البركانية والذي تحدثت أخبار عن كونه صاحب أفضلية كبيرة في تولي المنصب وعلى أنه يستجيب على كافة الأصعدة شكلا ومضمونا للمرحلة المقبلة. الطريق لن يكون مفروشا بالورود أمام فوزي لقجع وباقي المترشحين في ظل استماتة من يسمون بصقور الجامعة في التشبث بمناصبهم وفي الإحتفاظ بكراسيهم أيا كان نوع النضال الذي سيقدمون عليه في المرحلة القادمة وأيا كان نوع الأسلحة التي سيتم تسخيرها. صقور المرحلة التي امتدت لأربع سنوات وبإمساكهم القوي بزمام الأمور وخاصة الملفات الإستراتيجية التي يقبل عليها المغرب تنظيميا، جعل من الصعوبة بمكان الحديث عن تغيير سلس في الجمع العام الذي يجهل موعده. رجل المرحلة من يكون؟ قطعا هو السؤال الذي يتردد ويرافق المرحلة المقبلة التي تستشرف فيها ومن خلالها الكرة المغربية إنعطافة حاسمة بكثير من التحديات والرهانات وعلى رأسها وضع قطار البطولة على سكة الإحتراف الحقيقي وتأهيل نظام التكوين بما يتماشى والشعارات التي تم إطلاقها وخاصة إعادة الإعتبار للمنتخب الوطني الذي يبتلع أكبر موازنة بالجامعة دون أن ترقى نتائجه لسقف الطموحات. لقجع رئيس النهضة البركانية الصامت والذي يشبه صمته السكون الذي يسبق العاصفة، من بين الوجوه التي تحركت فعليا وبالشكل الصحيح من خلال اشتغاله الهادئ ومن خلال طريقة حشده للتأييد وطريقة عمله على ترصيص لائحة بمقاسات خاصة تستجيب لواقع القانون المصادق عليه. التازلاوي من الفتح هو الوجه المفاجأة بحسب التسريبات وهو ما يذكر بسيناريو تنصيب علي الفاسي الفهري الذي اشتغل في صمت على رئاسة الفتح قبل أن يباغت الجميع برئاسة الجامعة، وبجانب كل هؤلاء يبرز إسم الجنرال المتقاعد نور الدين قنابي والذي سيحمل هذه المرة النفحة الزمورية ليمارس منافسته الشرسة للبقية احتكاما لرصيد الخبرة والتجربة والألقاب. أكرم يتنحى جانبا.. هو واحد من المرشحين المفضلين للجامعة الحالية في حال أخفق علي الفاسي الفهري أو في حال تشبت بموقفه ورفض الترشح. عبد الإله أكرم واحد من المرشحين الذين قد يخلقون المفاجأة وواحد من المرشحين البارزين في الفترة القادمة، باعتبار أنه يمثل واحدا من وجوه التركيبة الجامعية السابقة ورئيسا لأعرق أندية المغرب ولكونه مثقل بالتجربة والخبرة الكافيتين لمهمة من هذا النوع. الدور الكبير الذي تقلده أكرم على صعيد الكثير من الملفات وعلى رأسها ملف وضع حافلات رفيعة المستوى رهن إشارة الأندية الوطنية وخاصة ملف تعيين الناخب الوطني الذي خلف إيريك غيرتس، قدمت الدليل على أن الرجل كان يهيأ لدور أكبر وهو دور رئاسة الجامعة. ولأن أكرم يرتبط بعلاقات متميزة مع الكثير من المسيرين بمختلف الأقسام والعصب، فإن نجاحه في تصميم لائحة تستجيب للشروط القانونية لا يبدو مسألة معقدة أو صعبة على الرجل الذي استطاع عبور الكثير من الألغام وتجاوز الكثير من المطبات بهدوء وثقة ليظل ثابتا في موقعه على رأس الوداد، غير أن أكرم يصر على أنه غير معني بهذا الترشيح ولن يقدمه وفاء للفهري، ويؤكد أنه حتى ولو لم يوضع في لائحة الرئيس سيظل مساندا له. الفهري والبقية لا يمكن إستثناء علي الفاسي الفهري من لغة السباق والترشيحات بحكم أنه وبما يقدم عليه حاليا من تحركات في سبيل دعم ملفات المغرب تنظيميا (كأس العالم للأندية وكأس أمم إفريقيا) التي يرأس لجنتيها التنظيميتين، يجعل من عودة الفهري جد محتملة وجد واردة إذا تواصلت الصعوبات المرافقة أصلا لانعقاد هذا الجمع. الإبقاء على الوضع كما هو عليه، قد يخدم الفهري والتركيبة الحالية وقد يضمن بإسم الإستقرار استمرار الرجل في منصبه على الأقل لغاية الإنتهاء من الورش الإستراتيجي والكبير وهو احتضان المغرب لأمم أفريقيا 2015. بجانب الفهري سيكون هناك ظهور لوجوه طالما سعت للتأكيد بالجهر بمواقفها وليس بمجرد التلميحات على أنها معارضة وبشراسة لسياسة الجامعة الحالية، وفي المقدمة سعد أقصبي الذي صودر حقه في حضور جمع الصخيرات الإستثنائي ومحمد الكرتيلي الذي لم ينتظر التأشير الرسمي على مواعيد وضع الترشيحات ليدلي بدلوه في الموضوع. المرشحون لهذا المنصب الحيوي، يراهنون في حالة سقوطهم أو فشلهم في الظفر به على منصب آخر لا يقل أهمية، وهو منصب رئاسة العصبة الإحترافية التي تطلع بدور كبير في معادلة تسيير البطولة الإحترافية في المرحلة القادمة. متابعة: