وفينك يا العالم ما زال صدى الكلمات التي كلف العضو الجامعي كريم العالم بمرتبة مستشار لرئيس الجامعة بإطلاقها والمكتب الجامعي يقرر تكليف رشيد الطوسي بتدريب الفريق الوطني خلفا للمتخلى عنه بسبق معاناة إيريك غيرتس يملأ الأذن، فقد أحاط بالعالم عشرات الزملاء الإعلاميين يرفعون آلات التنصت لتدوين كل كلمة ينطق بها، فلا أحد يريد أن يفوت اللحظة التاريخية التي أفرج فيها المكتب الجامعي عن واحد من قراراته التي لا أدري من ساءله عنها ومن حاسبه عليها بصرف النظر عن المرافعات الفولكلورية التي كانت تبث على أثير الإذعات. قال العالم بأحوال الكرة أن المكتب الجامعي إختار بكل مسؤولية رشيد الطوسي ليكون ناخبا وطنيا بعد أن تبين له أمرين على درجة عالية وكبيرة من الأهمية، الأول أن الطوسي تفوق على منافسيه الزاكي وفاخر والعامري بأنه قدم عرضا يقول بأنه رجل المرحلة، والأمر الثاني أنه على النقيض ممن تنافسوا معه لم تكن له شروط، وهو الأمر الذي نازعت فيه العالم واعتبرت إدراجه بمثابة تنقيص من رشيد الطوسي الذي إن كانت الجامعة قد إشترطت عليه تأهيل الفريق الوطني إلى كأس العالم فإنه كان سيشترط العمل بيدين مطلقتين لا تحتملان أية وصاية وأي إملاءات. تمنيت اليوم وقد أخفق الطوسي في تحقيق ما تنبأ به المكتب الجامعي لو أن كريم العالم عاد إلينا مفوضا من الجامعة ليقيم عمل الطوسي وما إنتهى إليه بكل صدقية وشفافية، ويعترف للرأي العام الوطني بأنه وغيره بخاصة من إستمعوا إلى عرضه أخطأوا كثيرا عندما قالوا بالفم المليان وبلغة الواثقين أن رشيد الطوسي كان قبل سنة ونيف هو رجل المرحلة، تمنيت لو قام فينا العالم ليقول كلمته ولكن الواجب الوطني قلده بوسام إدارة كأس العالم للأندية مكافأة له على الفصاحة وعلى قراءة الفناجين، وهكذا يكون التقدير وإلا فلا.. بالقطع لا نية لي أن أسقط أحكاما فنية جاهزة على رشيد الطوسي الذي لا ينكر أحد نجاحاته النسبية مع الأندية التي قادها ومع الفريق الوطني، ولا نية لي أن أنوب عن المكتب الجامعي المنتهية صلاحيته في تقديم الحصيلة بكل شفافية ومسؤولية، ولكنني أعرض لشيء مهم لا يكاد ينتبه إليه من يتدافع للحصول على لقب عضو جامعي أن الإخفاق في تدبير ورش الفريق الوطني لا يعادله في الحدة والكارثية أي إخفاق آخر ولا يحجم الفشل فيه أي نجاح مهما عظم في أي ورش غيره. ولأنني شعرت مثل الكثيرين بعسر الهضم وأنا أستمع لاستماتة المكتب الجامعي في الدفاع عن إختياره رشيد الطوسي ناخبا وطنيا، فقد توقعت والإقصائيات المونديالية تضع أوزارها بالنسبة للفريق الوطني أن يخرج علينا المكتب الجامعي ولو أنه يعيش ساعاته الأخيرة مع دنو الجمع العام العادي الذي سيختار لجامعة كرة القدم رئيسا وإدارة جديدين ببلاغ يعلن فيه عن مضامين العقد الذي أبرمه مع رشيد الطوسي، والذي لا نعرف عنه إلا ما قيل أنه يربط مدة إشراف رشيد الطوسي على الفريق الوطني بنهاية مشواره في تصفيات كأس العالم. ولأن الأمر لن يحصل فإننا نقف على درجة الإهتراء والسوء التي بلغها المكتب الجامعي في إدارة ورش الفريق الوطني، فهو من قبل أن يتسمر الأسود في عرينهم بلا حركة لمدة تسعة أشهر كاملة إلى حين مجيء غيرتس العالمي المبشر به كمدرب الغوث والأمل، وهو من يقبل في آخر أيامه على رأس الجامعة أن يتركنا في حيرة من أمرنا لا نعرف لهذا المنتخب ربانا وهو المدعو لأن يكون قد دخل من الآن الخط المستقيم الذي ينتهي به إلى كأس إفريقيا للأمم بعد 15 شهرا. لست جاحدا حتى أرمي كل ما قام به المكتب الجامعي المنتهية ولايته في مزابل التاريخ ولن أكون ناكرا لمعروف بذل من أجل الكرة الوطنية في مواطن كثيرة غير الفريق الوطني، ولكنني والكرة المغربية على مشارف عهد جديد بملامح فكرية مختلفة وبإيقاع مختلف للعمل ألح على أن تحضر الحكمة والدقة في تدبير شأن الفريق الوطني، فلا أحد يقبل أن تحضر المزاجية والتعنث في هذا الورش بالذات لأن المغاربة ملوا أسطوانة الحزن والإقصاءات والبكاء الذي لا ينتهي على اللبن المسكوب. وحتى لا يلعب المكتب المديري المرتقب للجامعة والذي ستنتخبه القاعدة بالنار، فإنه لا بد أن يسارع إلى وضع أساسات قوية لإدارة تقنية وطنية تنهي عهد التعدي على الإختصاص وتقطع مع الترامي على المهام من دون أهلية ميدانية ولا مرجعية تقنية.