حسمت اسبانيا بطلة العالم واوروبا صدارة المجموعة الثانية وتأهلت مع الاوروغواي بطلة اميركا الجنوبية الى الدور نصف النهائي من كأس القارات المقامة حتى 30 الحالي في البرازيل, وذلك بفوز الاولى على نيجيريا بطلة افريقيا 3-صفر والثانية على تاهيتي بطلة اوقيانيا 8-صفر اليوم الاحد في الجولة الثالثة الاخيرة من الدور الاول. على "ستاديو كاستيلاو" في فورتاليزا, حقق المنتخب الاسباني فوزه الثالث على التوالي بعد الذين حققهما على الاوروغواي (2-1) وتاهيتي (10-صفر) وحافظ على سجله الخالي من الهزائم في البطولات الرسمية للمباراة الثامنة والعشرين على التوالي (حطم رقم المنتخب الفرنسي الذي حققه قبل 14 عاما), اي منذ خسارته امام سويسرا (صفر-1) في الجولة الاولى من الدور الاول لمونديال جنوب افريقيا 2010. وضرب المنتخب الاسباني الذي اصبح الصيف الماضي اول منتخب يحرز ثلاثية كأس اوروبا-كأس العالم-كأس اوروبا والساعي بالتالي لان يصبح اول من يضيف لقب كأس القارات الى الثلاثية المتتالية, موعدا في دور الاربعة الخميس المقبل على الملعب ذاته مع نظيره الايطالي ثاني المجموعة الاولى وذلك في اعادة لنهائي كأس اوروبا 2012 الذي حسمه "لا فوريا روخا" بنتيجة كاسحة (4-صفر). ونجح المنتخب الاسباني الذي ثأر لخسارته مباراته الوحيدة السابقة امام نيجيريا (2-3) في مونديال فرنسا 1998 ما ساهم في خروجه حينها من الدور الاول, في ان يصبح اول منتخب يحقق الفوز بست مباريات متتالية في دور المجموعات من المسابقة التي تسبق نهائيات كأس العالم بعام, بعد ان سبق له ان فاز في نسخة 2009 على نيوزيلندا (5-صفر) والعراق (1-صفر) وجنوب افريقيا (2-صفر) قبل ان يفاجئه المنتخب الاميركي في الدور نصف النهائي (2-صفر). وخاض مدرب اسبانيا فيسنتي دل بوسكي المواجهة مع بطل افريقيا بتشكيلة شارك فيها حارس برشلونة فيكتور فالديس اساسيا بعد ان تناوب ايكر كاسياس وخوسيه رينا في الدفاع عن شباك "لا فوريا روخا" امام الاوروغواي وتاهيتي على التوالي. كما عاد الى التشكيلة جميع العناصر الاساسية مثل تشافي هرنانديز واندريس انييستا وشيسك فابريغاس وجيرار بيكيه بعد ان غابوا عن لقاء تاهيتي, فيما جلس فرناندو توريس (4 اهداف امام تاهيتي) ودافيد فيا (3 اهداف) على مقاعد الاحتياط لمصلحة روبرتو سولدادو وبدرو رودريغيز. اما من ناحية المنتخب النيجيري الذي سبق ان شارك في البطولة لكن بصيغتها القديمة عام 1995 حين حل رابعا, فقرر المدرب ستيفن كيشي اجراء تعديلين على التشكيلة التي خاضت لقاء الاوروغواي (1-2) الذي توقف خلاله مسلسل مباريات "النسور الممتازة" دون هزيمة عند 18 على التوالي, وذلك باشراك صنداي مبا في خط الوسط وجوزف اكبالا في الهجوم على حساب جون اوغو ونامدي اودوامادي. واستهل المنتخب الاسباني اللقاء بقوة حيث افتتح التسجيل منذ الدقيقة 3 عندما وصلت الكرة من انييستا الى زميله في برشلونة جوردي البا الذي توغل بها داخل المنطقة وتلاعب بالمدافع كينيث اوميروو قبل ان يضعها بعيدا عن متناول الحارس فينسنت اينيياما. ثم تعرض المنتخب النيجيري لضربة اضافية عندما اضطر كيشي الى اجراء تبديل مبكر في الدقيقة 11 بادخال ازوبويكي ايغويكوي بدلا من اوميروو لاصابة الاخير. ورغم النكسة المبكرة حاول ابطال افريقيا تدارك الوضع وهددوا مرمى فالديس بتسديدة بعيدة من مبا لكن حارس برشلونة تألق وانقذ فريقه (19). ورد الاسبان بفرصة لسولدادو الذي وجد نفسه في مواجهة اينيياما بعد تمريرة مميزة من سيرخيو راموس لكن الحارس النيجيري كان له بالمرصاد (24) ثم تدخل مجددا بعد دقائق على محاولة اخرى من اللاعب ذاته (27). وعاند الحظ ابطال اوروبا والعالم عندما وقف القائم ثم اينيياما في وجه محاولة فابريغاس بعد تمريرة من سولدادو (36). وفي بداية الشوط الثاني, كادت نيجيريا ان تطلق المباراة من نقطة الصفر عندما لعب احمد موساب كرة عرضية رائعة عجز فالديس عن اعتراضها لتصل الى ايديي براون لكن الاخير عجز عن تحويلها داخل الشباك (49), ثم رد الاسبان من ركلة حرة نفذها تشافي لكن الكرة علت العارضة بقليل (52). وشهدت الدقيقة 53 خروج فابريغاس بعد تعرضه لاصابة تاركا مكانا للاعب وسط مانشستر سيتي الانكليزي دافيا سيلفا الذي سجل ثنائية في مرمى تاهيتي, ثم زج دل بوسكي بتوريس بدلا من سولدادو (57) وكان مهاجم تشلسي عند حسن ظن مدربه اذ اضاف الهدف الثاني بعد خمس دقائق فقط بكرة رأسية اثر عرضية من بدرو (62), مسجلا هدفه الخامس في البطولة. ثم وجه البا الضربة القاضية لنيجيريا في الدقيقة 88 بتسجيله هدفه الشخصي الثاني وهدف بلاده الثالث اثر هجمة مرتدة سريعة وبعد تمريرة من دافيد فيا الذي دخل في الدقائق الاخيرة. فوز كاسح للاوروغواي بتشكيلة رديفة وعلى "ارينا برنامبوكو" في ريسيف, نجح المنتخب الاوروغوياني, رابع مونديال جنوب افريقيا, في بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الثانية في مشاركته الثانية (الاولى عام 1997 حين حل رابعا بعد ان خرج على يد استراليا), بدكه شباك تاهيتي بسبعة اهداف نظيفة وذلك بفضل رباعية لمهاجم باليرمو الايطالي ابل هرنانديز. وضرب رجال المدرب اوسكار تاباريز موعدا في دور الاربعة في المباراة المقررة الاربعاء المقبل على ملعب "استاديو مينيراو" مع غريمه البرازيلي بطل المجموعة الاولى في اول لقاء بينهما منذ الفوز الكاسح للاخير على "لا سيليستي" 4-صفر في مونتيفيديو في السادس من يونيو 2009 ضمن تصفيات مونديال 2010. وخاض ابطال اميركا الجنوبية لقاءهم مع تاهيتي المتواضعة بتشكيلة مختلفة بالكامل عن تلك التي فازت على نيجيريا, اذ بقي ثلاثي الهجوم دييغو فورلان ولويس سواريز وادينسون كافاني على مقاعد الاحتياط, فيما ارتدى لاعب وسط بولونيا الايطالي دييغو بيريز شارة القائد في ظل غياب قلب الدفاع دييغو لوغانو للايقاف. وعلى غرار مباراة اسبانيا ونيجيريا, استهلت الاوروغواي اللقاء بقوة حيث افتتحت التسجيل بعد دقيقتين فقط بكرة رأسية من ابل هرنانديز اثر ركلة ركنية نفذها اندريس سكوتي. ولم ينتظر رجال تاباريز كثيرا لاضافة الهدف الثاني في مرمى غيلبرت ميرييل عبر ابل هرنانديز ايضا وهذه المرة بكرة سددها بيسراه من وسط المنطقة اثر تمريرة بينية من نيكولاس لوديرو (24), قبل ان يعزز دييغو بيريز تقدم ابطال اميركا الجنوبية بهدف ثالث بعد ثلاث دقائق بتسديدة من مسافة قريبة (27). وعندما كان الشوط الاول يلفظ انفاسه الاخيرة اكمل ابل هرنانديز ثلاثيته وسجل الهدف الرابع لمنتخب "لا سيليستي" بكرة سددها من الجهة الخارجية لقدمه اليسرى بعد ان وصلته داخل المنطقة بتمريرة من وولتر غارغانو (1+45). وواصل المنتخب الاوروغوياني افضليته وحصل على فرصة لاضافة هدف خامس عندما احتسبت له ركلة جزاء في الدقيقة 49 عندما ارتكب نيكولاس فالار خطأ داخل المنطقة على ماتياس اغويريغاراي انبرى لها سكوتي وسددها ضعيفة ما سمح للحارس التاهيتي بصدها. وما لبث ان تلقى سكوتي ضربة اضافية بحصوله على انذار ثان بعد دقيقتين فقط, ليكمل منتخبه المباراة بعشرة لاعبين لكن سرعان ما مني المنتخب التاهيتي بالمصير ذاته في الدقيقة 59 بعد ان حصل تيهيفاري لوديفيون على انذار ثان. واكمل المنتخب الاوروغوياني مهرجانه التهديفي بعد تعادل الطرفين بعدد اللاعبين في ارضية الملعب وذلك عندما لعب غارغانو الكرة على باب المرمى فتابعها لوديرو في الشباك الخالية (61). ثم اضاف رجال تاباريز الهدف السادس من ركلة جزاء بعد ان انتزع اوغويريغاري خطأ داخل المنطقة من شونغ هوي فانبرى لها ابل هرنانديز بنجاح (66), مسجلا هدفه الرابع في اللقاء, قبل ان يختتم لويس سواريز الذي دخل في الدقيقة 68 بدلا من غاستون راميريز, المهرجان التهديفي في الدقيقة 82 بهدف سابع بعد تمريرة من لوديرو, ثم بهدف ثامن في الدقيقة الاخيرة بعد تمريرة من ابل هرنانديز, مسجلا هدفه الثالث له في ثلاث مباريات والرابع والعشرين في مرمى تاهيتي في ثلاث مباريات خاضها بطل اوقيانيا في مشاركته الاولى في هذه البطولة.